انتقد كل من الكاتبين، واسيني الأعرج، واحميدة العياشي، الطريقة التي تعامل فيها النقاد مع عمليهما الصادرين حديثا بالموازاة مع صالون الجزائر الدولي للكتاب، في طبعته السادسة عشر، حيث اعتبر واسيني أنّ تهمة السرقة الأدبية التي قيل إنه قام بها في روايته الأخيرة ”جملكية أرابيا”، هو عدم الاحتراف واللامهنية من هؤلاء الأقلام لأنهم لازالوا لم يطلعوا على العمل بعد. فيما نفى الكاتب الصحفي أحميدة أن يكون قد تاجر بذكرياته مع الراحل كاتب ياسين في نصه الموسوم ب”نبي العصيان”، معتبراً أن العمل كان جدّ بعيد عن المتاجرة باسم وذاكرة الراحل. واعتبر احميدة العياشي أن أعمال كاتب ياسين متعددة ومتنوعة، وهذا ما فتح المجال أمام عدد من المتهمين بأدبه كي يتناولوا جوانب مختلفة من حياته وأعماله كل من زاويته ومنظوره الخاص، وهو ما حاول عدد كبير من الكتاب وأصدقاء الراحل أن يفعلوه منذ رحيله، حيث تخبرنا الذاكرة الثقافية والأدبية الوطنية بكم معتبر من الكتب التي تناولت كاتب ياسين. والأمر لا يتعلق بالكاتب الصحفي أحميدة العياشي فقط، وهو ما حاول التنويه له في هذا اللقاء، داعيا كل الأطراف والأقلام التي اتهمته بالمتاجرة باسم كاتب ياسين إلى توجيه هذه الاتهامات إلى الأقلام التي كتبت عنه قبل صدور ”نبي العصيان”، وكم هي كثيرة، وبعدها محاسبته واتهامه. واعترض العياشي على المصطلح الذي استخدمه النقاد ضده، قائلين إنه يتاجر باسم وتاريخ كاتب ياسين، مشيرا إلى أنّ تاريخ الرجل أكبر من أن يتاجر به، وهو على قناعة تامة أن الراحل كاتب ياسين أكبر من ذلك بكثير. وبالعودة إلى كتابه ”بني العصيان..10 سنوات رفقة كاتب ياسين”، الذي صدر مؤخراً، فقد قال احميدة إنه حاول من خلال هذا العمل أن يكشف عن بعض الجوانب الخفية والمسكوت عنها في حياة كاتب ياسين، خاصة فيما يتعلق بعلاقاته مع عدد من الكتاب والشعراء، كما حاول الكتاب أيضا أن يخرج صورة كاتب ياسين النمطية الإيديولوجية التي عرف بها. من جهته، أكد الروائي واسيني الأعرج، في ذات الندوة التي جمعته في إطار البرنامج الأدبي المرافق ل”سيلا 16”، عشية أول أمس بالمركب الرياضي محمد بوضياف بالعاصمة، رفقة أحميد العياشي، أنّ الأقلام الصحفية التي انتقدت عمله الروائي الأخير الصادر عن منشورات الجمل ببيروت، لم تكن مهنية في تشريحها للرواية، لأن ذلك التناول تم فقط من خلال أحداث وشخصيات افتراضية، لأن الرواية كانت لم تخرج للعلن بعد، في تلك الفترة التي شرع فيها هؤلاء الصحافيون الكتابة عن الرواية واتهام واسيني بالسطو على أعمال أخرى وأفكار غيره وبناء أحداث نصه هذا. وفي هذا الصدد قال واسيني إنّ روايته الأخيرة هذه لا تصور الثورات العربية بل ولدت في خضم هذه الأحداث، حيث كشف عن بداية كتابته لها في الثمانينيات، قبل أن يعود إليها مع اندلاع الثورات العربية، نافيا أن يكون ذلك استجابة لما يحدث في الوطن العربي التي أفرزت عدد من الأعمال الأدبية والفكرية، وأخرى لا علاقة لها بالأدب.