يواصل آلاف البحرينيين تنظيم التظاهرات غرب العاصمة المنامة تحت شعار ”الديمقراطية تجمعنا”. ويطالب المتظاهرون بتنحي رئيس الوزراء، خليفة بن سلمان آل خليفة، عم عاهل البحرين، ويشغل رئيس الوزراء هذا المنصب منذ أربعين عاما. وطالبت المعارضة التي تهيمن عليها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيعية في بيان من السلطات ”التخلي عن القمع” والبحث عن ”حل سياسي يعيد السلطة للشعب”، كما تطالب بملكية دستورية حقيقية يختار فيها رئيس الوزراء من الأغلبية النيابية. وتجددت الاحتجاجات فى البحرين منذ شهر بعد عام من تظاهرات قادها الشيعة الذين يشكلون الأغلبية في البحرين المطالبين أسرة آل خليفة السنية الحاكمة بإجراء إصلاحات. وقالت لجنة مستقلة إن قمع انتفاضة فبراير- مارس 2011 خلفت 35 قتيلا. فى حين قالت منظمة العفو الدولية من جانبها إن 60 شخصا قتلوا منذ بداية الحركة الاحتجاجية. وجددت السعودية دعوتها لدول مجلس التعاون الخليجي لتبني مبادرة التحول من صيغة ”التعاون” إلى صيغة ”اتحادية” مقبولة من أجل مواجهة التحديات الراهنة، التى يصعب على أية دولة مواجهتها بمفردها. وقال وزير الخارجية السعودية، الأمير سعود الفيصل - في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمير عبد العزيز بن عبد الله، نائب وزير الخارجية السعودية، أمس السبت، أمام مؤتمر الشباب الخليجي المنعقد في الرياض - ”إن هذا المؤتمر ينعقد فى ظل وقت أصبح فيه جل اهتمام القادة وصناع القرار والمفكرين هو البحث عن كيفية مواجهة التحديات الراهنة والمستجدات على الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتأثيراتها على دول الخليج وشعوبها”. وأشار إلى تصعيد المواجهة بين إيران والمجتمع الدولي حول برنامجها النووي واستفزازها المستمر لدول مجلس التعاون الخليجي على نحو خاص واستمرار معاناة الشعب الفلسطيني، إضافة إلى تداعيات تمر بها دول المنطقة من تغيرات سياسية واسعة، فى إطار ما أصبح يعرف بالربيع العربي. وأكد وزير الخارجية السعودية أن كل هذه المستجدات تستدعى منا وقفة للتأمل وإرادة صلبة للتعامل معها، حفاظا على مصلحة دول الخليج ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية، واستقرارها ونموها. وأضاف ”كما ظهرت أزمات دولية تشعبت بصورة كبيرة مثل الإرهاب والتلوث البيئى والاحتباس الحراري والأزمة الاقتصادية العالمية، ما يتطلب عملا جماعيا لمواجهتها، إضافة إلى سعى بعض الدول إلى الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، متجاهلة مبادئ القانون الدولي والتعايش السلمي”. وأكد أن هذه التهديدات بكافة أنواعها تستدعي العمل الجاد من دول مجلس التعاون للتحول من صيغة التعاون الحالية إلى صيغة اتحاد مقبولة لدى الدول الست تكفل لها الأمن والاستقرار ومتانة اقتصادية. وشدد على أن التعاون والتنسيق بين دول المجلس بصيغته الحالية قد لا يكفى لمواجهة التحديات الراهنة والقادمة، ما يستوجب تطوير العمل الخليجى المشترك بصيغة اتحادية مقبولة، باعتباره السبيل الأوحد لمواجهة الأزمات بصورة فاعلة ومؤثرة، كما أنه الوسيلة الأنجع لتحقيق أهداف دول المجلس في التنمية المستدامة والرفاهية والاستقرار لشعوبها والضمانة الأفضل لعدم تكرار مثل هذه الأزمات في المستقبل. من جانبه، قال الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى - في كلمته - ”إن مجلس التعاون تجاوز عمره اليوم ثلاثين عاما أثبت خلالها قدرته على التماسك والثبات والتطور بوصفه كيانا راسخا نجح طوال هذه السنوات في دعم قضايا شعوبه ودوله بكل مسؤولية وحكمة وحقق إنجازات مشهودة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية”.