المجازر الصهيونية والأزمة المالية تلقيان بظلالهما على الأشغال افتتحت مساء أمس بالعاصمة العمانية مسقط أشغال القمة التاسعة والعشرين لمجلس التعاون لدول الخليج العربي برئاسة سلطان عمان قابوس بن سعيد، وحضر هذه القمة زعماء البلدان الستة للمجلس وهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ورئيس دولة الإمارات العربية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وفي كلمته الافتتاحية تطرق السلطان قابوس بن سعيد للأزمة المالية العالمية مشيرا إلى حتمية الحفاظ على المكاسب المحققة، داعيا إلى اعتماد اقتصاد متوازن والعمل جماعيا على استقرار أسعار النفط في الأسواق العالمية. وختم كلمته بتقديم الشكر إلى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة على الجهود التي بذلها لإنجاح القمة السابقة وعلى متابعته تنفيذ القرارات الصادرة عنها. وسيناقش القادة الخليجيون في هذه القمة التي تنعقد في ظروف إقليمية متوترة بسبب المجازر الصهيونية البشعة في غزة، أوجه التعاون المشترك في العديد من المجالات، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية المرتبطة بالمنطقة، ويتضمن جدول أعمال القمة دراسة تقارير وتوصيات اللجان الوزارية المختلفة حول مسيرة العمل المشترك، وصياغة اتفاقية الاتحاد النقدي وقانونها الأساسي وإنشاء بنك موحد وعملة نقدية مشتركة (ماعدا عمان التي عبرت عن عدم تحمسها لها)، واعتماد وثيقة السوق الخليجية المشتركة، وتقريرا عن البطاقة الذكية وتقرير متابعة قرارات المجلس الأعلى للتعاون في شتى المجالات. ومن المواضيع التي ستعالجها القمة أيضا قضية الأمن الغذائي، ومشروع الربط المائي والكهربائي بين البلدان الخليجية، وإنشاء سكة حديدية، وتقنين الاستعانة بالعمالة الأجنبية خاصة مع ارتفاع معدلات البطالة، وكيفية الحد من التأثير السلبي لبعض وسائل الإعلام خاصة منها الفضائيات والاستخدام السلمي للطاقة النووية. أما على المستوى الإقليمي والدولي فستتطرق القمة إلى قضايا توسيع علاقات مجلس التعاون الخليجي إلى اليمن وتوسيع انضمام هذا البلد إلى عدد آخر من منظمات دول مجلس التعاون (منظمة الخليج للاستشارات الصناعية هيئة المحاسبة والمراجعة بدول المجلس - جهاز الإذاعة والتلفزيون - هيئة المقاييس)، وتحديد سياسة موحدة في التعامل مع الجار الإيراني وطموحاته النووية والخلاف الإماراتي- الإيراني حول الجزر الخليجية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، وأعمال القرصنة في منطقة البحر الأحمر، وعملية السلام في الشرق الأوسط، ومستجدات الوضع في العراق وفلسطين وخاصة المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني هذه الأيام في حق المواطنين الفلسطينيين بغزة. وقد ألقى الوضع في غزة والاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني بظلاله على أشغال هذه القمة حيث صرح وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف غلوي بن عبد الله في ختام اجتماع المجلس الوزاري أول أمس الأحد بأنه تمت مناقشة الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدا أن وزراء الخارجية الخليجيين سيحضرون غدا الأربعاء اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وأوضح بأن اجتماع أول أمس الأحد قد طالب بإيقاف المجزرة التي تقوم بها إسرائيل في غزة، كما طالب برفع الحصار عنها داعيا الأشقاء الفلسطينيين للتفكير بعمق والعودة لرص الصفوف والتصرف بمسؤولية حتى تتمكن الدول العربية من مساعدتهم وقيام دولتهم. ومن جانبه أكد وزير الإعلام العماني السيد حمد بن محمد الراشدي أن الأوضاع بغزة ستكون على رأس اهتمامات وأولويات القادة الخليجيين بقمة مسقط. أما السيد عبد الرحمان العطية الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي فقد ذكر بأن جدول أعمال القمة يتضمن كافة المسائل الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية وكل ما من شأنه تعزيز العمل العربي المشترك. وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج قد أنهوا اجتماعهم التحضيري للقمة في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الأحد بفندق "قصر البستان" في مسقط برئاسة السيد يوسف بن علوي بن عبد الله وزير الخارجية العماني ورئيس الدورة الحالية للمجلس بعدما استكملوا كافة الموضوعات السابق ذكرها المتعلقة بمسيرة المجلس. وقد شهد الاجتماع بحث تطورات الأوضاع في غزة والوضع في العراق والتوتر الحاصل بين الهند وباكستان أيضا تمهيدا لرفع الملفات إلى قادة دول المجلس الخليجي.