تشتكي نحو 30 عائلة تقطن بالمزرعة رقم 10، المعروفة على المستوى المحلي ببلدية موزاية في البليدة، بحوش القارس، من سياسية التهميش التي طالتهم من قبل السلطات المحلية التي لم تأخذ بعين الاعتبار مطالبهم الرامية إلى تحقيق أدنى شروط الحياة الكريمة. وقال هؤلاء، في ملخص تعبيرهم عن وضعيتهم، إنها أشبه بالعزلة الحتمية إلى ما يقارب الحياة الطبيعية التي يتمنون أن تكون من نصيب أبنائهم، بعد أن غلب اليأس على الكثير منهم في رؤية آمالهم بتوفير ظروف العيش الكريم واقعا يعيشونه بعد انتظار استمر منذ فجر الاستقلال. إدراج مشاريع تنموية بهذه المزرعة تحفظ كرامة هذه العائلات هو جل ما يطالب به أرباب هذه الأخيرة، والذين تحدثوا عن الانتخابات التشريعية القادمة بالقول إن جل البرامج التي اطلعوا عليها لم تعط لقاطني المناطق الريفية أي اعتبار، مضيفين أن الأمر ليس بغريب عن المسئولين الذين تناسوا مشاكلهم بدءا من المسؤولين المحليين الذين جعلوا منهم في وقت سابق مجرد وعاء انتخابي لضمان الوصول إلى مقاعد المجلس العشبي البلدي، دون إحداث أي تغيير يذكر، رغم الوعود الكثيرة التي تلقوها، والتي لم ينم عنها سوى تغيير عشوائي ارتبط بالحلول الترقيعية، على غرار ما تم تسجيله بخصوص مشروع تهيئة طرقات هذه المزرعة منذ نحو 3 سنوات، والذي لم يزد عن تهيئة سطحية لطرقات لا تحمل من الاسم إلا الوصف باعتبارها مسالك ضيقة بالدرجة الأولى. وذهب هؤلاء إلى استعراض معاناتهم مع الأوحال والبرك المائية شتاء والغبار صيفا، والممتدّة على طول مسافة 5 كلم يقطعونها بصفة يومية، في ظل عدم وجود أي خط نقل يعمل على هذا المحور الطرقي من بلدية موزاية التي مازالت في هذا الجزء منها تحصي العديد من نقاط تصريف المياه القذرة العشوائية، والمتمثلة في حفر الدفن التي تشكل هاجسا آخر للعائلات التي تتخوف مع حلول كل موسم صيف من حدوث كارثة وبائية. كما يبقى مشكل عدم إيصال هذا التجمع السكاني بالماء الشروب من أبرز ما يعانيه هؤلاء، خاصة في ظل اضطرار غالبية تلك العائلات إلى تجنيد صغارها في رحلات لجلب الماء من الآبار المنتشرة في ضواحي المنطقة، وهو ما يعني عبئا كبيرا على هؤلاء الذي دخلوا عالم المسؤولية قبل الأوان.. هؤلاء ينتظرون التفاتة جادة ومسؤولة من الجهات المخولة بتدارك هذا المشكل، مع جملة المشاكل الأخرى التي مازال سكان حوش القارص عالقين فيها..