رغم كون بلدية الحنانشة، بولاية سوق أهراس، تتمتع بعدة مؤهلات سواء من حيث المساحة أوالكثافة السكانية وامتلاكها لثروة مائية هامة ممثلة في سد عين الدالية الذي يعد من أكبر السدود على المستوى الولائي، ويمون بالإضافة إلى سوق أهراس كل من تبسة وأم البواقي. هذه المكتسبات لم ترفع الغبن عن سكانها من خلال قلة مشاريع التنمية التي تعطي حيوية أكثر بالمنطقة وتمكنها من النهوض التنموي، حيث لا تزال بلدية الحنانشة مجرد دشرة تنعدم فيها أبسط الضروريات رغم أنها تنام على ثروة فلاحية لا بأس بها. وما زاد من تعميق معاناة السكان ضعف الخدمات الصحية، فبالرغم من وجود مركز صحي إلا إن خدماته تبقى ضعيفة لا تلبي حاجيات الوافدين عليه، فغياب سيارة إسعاف والنقص في الأدوية وأيضا قلة التأطير البشري عقد من الوضع أكثر، حيث يضطر السكان إلى تحمل أعباء العلاج على حسابهم الخاص، وهو ما أثقل كاهلهم وجعلهم يناشدون السلطات المعنية في عديد المناسبات للتقليص من حجم المعاناة. كما يشتكي سكان مشاتي الصرصوف، قابل الصفية والقربج، من انعدام الكهرباء الريفية، حيث يتلقون في كل مرة وعودا زائفة. ومازال هؤلاء السكان يعلقون آمالا كبيرة للاستفادة من هذه المادة الحيوية التي تبقى تتصدر أهم متطلبات هذه المنطقة الريفية وسبق للسكان أن هددوا لأكثر من مرة بهجر سكانتهم والنزوح نحوى المناطق الحضرية، وبالتالي خلق مشاكل أخرى في المدينة، كالبناءات القصديرية والفوضوية وتضاف أسماؤهم إلى قائمة طلبات السكن الكثيرة التي لم تتمكن السلطات المحلية من التكفل بها. وحسب السكان، فإن غياب الكهرباء زاد الوضع تعقيدا واعتبروا هذا الوضع بالمخزي وإهدارا لحقهم كمواطنين يتمتعون بكامل حقوقهم، وأدى بالبعض إلى توقيف أبنائهم عن الدراسة. ويبقى السكان يترقبون بشغف موعد استفادتهم بالكهرباء وتوديع أيام البؤس. من جهة أخرى يشتكي سكان منطقة الحمري بذات البلدية من غياب مركز بريدي كون الهيكل الحالي المتواجد بالمنطقة أغلق لأسباب تبقى مجهولة أين يضطر المواطنون إلى التنقل إلى مركز البلدية أوالولاية لصرف مرتباهم الزهيدة. أحد السكان ذكر أنه يصرف هذا المرتب قبل أن يصل إلى منزله باعتبار المنطقة بعيدة و الوصول إليها يتطلب مصاريف كثيرة، وتبقى هذه المشاكل وأخرى تعقد ظروف وحياة السكان في ظل غياب السلطات المحلية في البلدية. من جهته، والي الولاية، في زيارة سابقة للمنطقة، وعد بدراسة جميع هذه المشاكل المطروحة والوصول إلى حلول لكن منذ تلك الزيارة بقيت على حالها، وحتى المنتخبون لا يتذكرون المواطنين إلا خلال المواعيد الانتخابية.