بعد تردي وضعهم الصحي أصبح سكان مشاتي الحويمة، سيدي مومن ورزقون التابعون لدائرة المشروحة ولاية سوق اهراس ملزمين بمطالبة السلطات المحلية بضرورة إيجاد صيغة جديدة لأجل فتح قاعات العلاج المتواجدة بهذه المناطق الريفية والتي أنجزت منذ سنة 2008 إلا أنها بقيت مهملة. مدير الصحة حمل المسؤولية الكاملة عن هذا التأخر إلى البلدية صاحبة المشروع التي لم تجهز لحد الساعة تلك المراكز، خاصة من ناحية الماء والكهرباء لتزداد معها معاناة المواطنين، سيما من ذوي الدخل المحدود والطبقات الفقيرة الذين يقطنون بالمناطق النائية ويقطعون مسافات طويلة باتجاه العيادة متعددة الخدمات بالمشروحة مركز من أجل طلب العلاج، وحتى أبسط الخدمات الصحية كتنظيف الجراح والحقن فهي غير متوفرة بمشاتيهم. أما الحديث عن النساء الحوامل فحدث ولا حرج، بحيث يضطر هؤلاء إلى التنقل على ظهور الحيوانات للوصول إلى المستشفى خاصة خلال الليل حيث تنعدم وسائل النقل ما عدا بعض سيارات ”الفرود” الذين يطلبون مبالغ باهظة مقابل نقل المرضى إلى عيادات المشروحة مركز أو مستشفى عاصمة الولاية، وهذا في ظل تدهور حالة المسالك المؤدية إليها. وفي بعض الأحيان يسجل وفاة المرضى الذين ينقلون بهذه الطريقة، والشاهد على ذلك هو سكان مشتة الحويمة التابعة لبلدية الحنانشة الذين لا زالوا يعيشون على وقع الحادثة التي راحت ضحيتها طفلة وأمها في حادث مرور أثناء تنقلهم إلى عيادة المشروحة على متن جرار فلاحي، بسبب ارتفاع درجة حرارة الطفلة، حيث لفظتا أنفاسهما قبل وصولها للمستشفى. ويطلب مواطنو تلك المناطق الريفية من الوالي التدخل وتحميل المسؤوليات لأصحابها من أجل رفع الغبن عن أصحابه. وفي هذا الإطار ذكر مدير الصحة أنه مستعد إلى تجهيز هذه القاعات بكامل الإمكانيات في حالة استلامها بجميع الأساسيات.وفي انتظار ذلك تبقى أرواح بعض المرضى معلقة بين أيدي الذين لا يعيرون أي اهتمام بالمواطن البسيط