دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الوحدة في بلاده بعدما أدى اليمين الدستورية رئيسا، أمس، وتعهد بتعزيز الديمقراطية خلال ولايته الجديدة ومدتها ست سنوات. وقال بوتين في كلمة موجزة بعد تنصيبه في الكرملين: ”سأبذل كل ما في وسعي لأكون عند حسن ظن الملايين من مواطنينا. أعتبر أن هدف حياتي كلها والتزامي هو خدمة وطني وشعبنا”. وأدى فلاديمير بوتين الرئيس الروسي المنتخب بأغلبية كبيرة في جولة انتخابية واحدة رسميا اليمين الدستورية كرئيس جديد للبلاد وفي جعبته برامج وخطط طموحة لمواصلة ما بدأ بتنفيذه عندما تولى مهام رئيس روسيا الاتحادية في 31 كانون الأول 1999 بهدف تعزيز مكانة روسيا الاتحادية كقوة عالمية مؤثرة في الخريطة السياسية للعالم لا يمكن القفز عليها. وبوتين الذي عمل لتكريس سياسات روسيا الخارجية طيلة السنوات الماضية لحماية المصالح الجيوسياسية لبلاده بشكل يعكس مكانتها على الخارطة الاستراتيجية العالمية ودورها في التاريخ وتطوير الحضارة يحرص في الوقت نفسه على تدعيم الأمن العالمي على أساس الاحترام المطلق للسيادة الوطنية لكل دولة والسعي إلى التعاون بشأن التحديات مثل انتشار الأسلحة النووية والنزاعات والأزمات الإقليمية والدولية والإرهاب وخطر المخدرات. ومن هذا المنطلق يرى بوتين أن حل الأزمات في العالم يجب أن ينطلق من تعزيز دور الأممالمتحدة والمنظمات الدولية وعدم تجاوزها مع التأكيد على مبدأ سيادة الدول وعدم العمل على تقويض حكم الأنظمة باستخدام المؤسسات غير الحكومية وتمويلها، مؤكدا أن الأمن العالمي مسؤولية جماعية ولا يخضع لفهم خاص من هذا الطرف أو ذاك ولا تتم حمايته بقرار أحادي يقضي بنشر منظومات الدرع الصاروخي أو غيره. وينبع موقف بوتين بأن التدخل الخارجي في أحداث الدول العربية أمر غير جائز لأن ادعاءات الغرب بالسعي إلى إدخال الديمقراطية بالقوة غالبا ما تؤدي فعلا إلى نتيجة عكسية تماما من الموقف الروسي الواضح بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة، ولاسيما أن القوى التي تريد فرض الديمقراطية بالقوة تسعى لتحقيق أهدافها الجيوسياسية فقط ولا تهتم أساسا بحرية الشعوب وحقوق الإنسان الأمر الذي يحتم منع التدخل الخارجي الداعم لطرف واحد في النزاعات الداخلية واستخدام القوة وعدم السماح باستقلال المؤسسات الدولية، واتضح ذلك بالموقف الروسي من الأزمة في سورية والذي يؤكد على العمل لتوجيه جهود المجتمع الدولي لوقف العنف من أي جهة كانت وإطلاق الحوار الوطني من دون شروط مسبقة أو تدخل أجنبي واحترام سيادة سورية.