يرى الخبير الروسي في دراسات العالم العربي، الدكتور ديمتري نيكولسكي، أن روسيا تواجه العديد من المشاكل والتحديات على المستويين الداخلي والخارجي، واعتبر أن تخطيها لهذه المعيقات ستجعل منها قوة دولية كبيرة تكون لها كلمتها في العالم، مشيرا إلى أن الرئيس المنتخب فلاديمير بوتين الأكفأ مقارنة بمنافسيه لقيادة روسيا. وأوضح الخبير الروسي في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' في تحليله للواقع الروسي والتحديات التي تواجه الرئيس القديم الجديد لروسيا، أن بلاده تعاني العديد من المشاكل من بينها ''استشراء الفساد والنمو الديمغرافي وانتشار ظاهرة الفقر التي مست جزءا كبيرا من السكان، بالإضافة إلى المشاكل التي تشهدها الجمهوريات الروسية الواقعة في القوقاز الشمالية، وتحديات تطوير المجال التكنولوجي والأزمة الاقتصادية''، وربط حل هذه المشاكل بإتقان بوتين لفن السياسة والإدارة وجديته في إيجاد الحلول. وإن تحدث الدكتور ديمتري نيكولسكي عن وجود إمكانية الإخفاق في حال لم يجد بوتين الوسائل والحلول للتغلب على مشاكل روسيا الداخلية، إلا أنه شدد على أن روسيا ''تتوفر على كل الإمكانيات الموضوعية لتكون دولة تنافسية وجبارة وعالمية''. وأشار إلى أن بوتين هو الأقدر على قيادة روسيا في الوقت الحالي مقارنة بالمترشحين الآخرين الذين نافسوه على مقعد الرئاسة ''لا أرى بديلا لبوتين، وبقية المشاركين في الانتخابات دونه بكثير''. وفي قراءة لمستقبل روسيا، انطلاقا من المعطيات الحالية ووعود بوتين التي أطلقها في حملته الانتخابية ببناء روسيا قوية، وما يمكن أن يتغير في الخريطة الجيوسياسية، يقول المتحدث ''بوجود روسيا قوية لن تشهد الدول أي حركات انفصالية أو تطالها التجزئة، ولن يكون هناك إعادة النظر في الحدود المرسومة التي غالبا ما تكون بفعل التدخلات الأجنبية، وبوجود روسيا قوية سيكون هناك عالم أكثر استقرارا وستمنع نشوب الكثير من النزاعات''. وفي رده على السؤال حول ما إذا كانت القوى الفاعلة حاليا هي من تقف وراء النزاعات التي يشهدها العالم، فكانت إجابته: ''الثورات الشعبية التي نشهدها هي في الحقيقة تدخلات خارجية، وما وقع في ليبيا ويقع حاليا في سوريا سببه عدم وجود القوة الكافية لدى روسيا''، ويضيف في هذا السياق ''لو كانت روسيا قوية لمنعت وقوع الأحداث التي شهدتها ليبيا وما يجري في سوريا الآن''، وأشار إلى أن روسيا هي أقل قوة بكثير مما كان عليه الاتحاد السوفياتي سابقا، الذي كان العالم في عهده أكثر استقرارا.