تشيع اليوم جنازة الفنانة القديرة وردة الجزائرية بمقبرة العالية، بعد وفاتها المفاجئة يوم الخميس الماضي إثر سكتة قلبية في شقتها بمصر، وردة التي كانت طلتها الأخيرة على الجمهور الجزائري منذ أقل من ثلاثة أسابيع من خلال الومضة الإشهارية الخاصة بمتعامل الهاتف نجمة "مازال واقفين" وكأنها تؤكد فيها على نهاية رحلتها الفنية الكبيرة بالعبارة الجزائرية التي لا تخلو من الأنفة والكبرياء "مازال واقفين" لتنهي بذلك -وقوفا- رحلتها الفنية الصادقة. وردة الجزائرية أو أيقونة الكرامة الجزائرية كانت حاضرة في كافة احتفاليات الجزائر، حيث قدمت أعمالا وطنية كثيرة أكدت فيها وطنيتها وارتباطها العميق بالأرض الأم.. إلا أنها ستغيب في خمسينية استقلال الجزائر ولن تغني للوطن "عيد الكرامة". وردة فتوكي من مواليد باريس 1939، بدأت الغناء وهي في السادسة من عمرها، تعاونت مع السينمائي الكبير حلمي رفلة وهي لم تكمل السابعة عشرة سنة، غنت في أوبرات الحلم العربي، إلا أن زواجها أبعدها بعد ذلك عن الساحة الفنية إلى غاية سنة 1972 عندما طلب في مشاركتها احتفالات الذكرى العاشرة للاستقلال الرئيس الراحل هواري بومدين، بعدها انطلق عبقها فعليا فقدمت أحلى أغانيها مع محمد سيد مكاوي ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي. قدمت وردة الجزائرية مؤخراً ألبوم "ضاع من عمري" الذي لاقى تجاوبا حتى بين أوساط الجيل العربي الجديد، كما أنه كان من المفترض أن تقوم بتصوير المشاهد المتبقية من الفيديو كليب الجديد في كل من البويرة وبجاية والذي يقوم بإنجازه المخرج الشاب مؤنس خمار شهر جوان القادم، وفي هذا الصدد صرح للفجر مؤنس خمار المتواجد حاليا في مهرجان كان قائلا: "أنهينا الشق التمثيلي من الكليب ولم يبق إلا اللقطات الخاصة بها، أشعر بوجع كبير لأن القدر لم يمهلني العمل مع هذه القامة الفنية الكبيرة والتي لا يوجد من يعادلها، إننا نحضر لهذا العمل منذ ثمانية أشهر، وكنت متفانيا في عملي لأنها وضعت ثقتها في شخصي وقدمت لي تلك الفرصة، تغمدها الله بواسع رحمته".