يعاني آلاف المواطنين القاطنين بأحياء بلديتي البوني والحجار وباقي بلديات عنابة، من الوضعية المتدهورة التي توجد عليها هذه الأحياء التي تفتقر لأدنى شروط الحياة العصرية، من الانعدام شبه الكلي للإنارة العمومية، اهتراء شبكات الطرق وتحولها لمسالك ترابية، الانتشار الفظيع لكميات القمامة ومختلف النفايات، ناهيك عن الأعطاب المزمنة التي تصيب قنوات صرف المياه وقنوات التموين بمياه الشرب. وفي هذا السياق، ناشد سكان أحياء ليدال، 200 مسكن، حي جمعة حسين، الحريشة، حي 500 مسكن وغيرها من الأحياء، تدخل المصالح المحلية للقيام بمهامها التي انخفضت وتيرتها بشكل مفضوح منذ عدة أشهر، خاصة أن الاستحقاقات المقبلة المتمثلة في الانتخابات البلدية ستكون في شهر أكتوبر القادم، ما ساهم بشكل كبير في تجميد العديد من مشاريع التنمية المحلية. هذه الوضعية الغريبة التي كرس من خلالها المسؤولون المحليون عقلية اللامبالاة، انعكست سلبا على ظروف حياة المواطنين بالسلب والتذمر، حيث أبدت لجان أحياء بلدية البوني سخطها على الوضعية المأساوية التي آلت إليها أحياؤهم، بسبب تردي حالة الإنارة العمومية التي لم تخضع أجهزتها منذ سنة تقريبا للصيانة، ناهيك عن الوضعية الكارثية التي تتواجد عليها أقبية العمارات وما تحويه من أعداد معتبرة من الفئران وحشرة البعوض بسبب غياب الصيانة والتطهير، الأمر الذي بات يهدد صحة السكان وعلى الخصوص الأطفال منهم. وأضافت ذات المصادر أن مختلف مشاريع التهيئة المتعلقة خاصة بالصيانة العمومية، تهيئة قنوات مياه الشرب والصرف، تبقى معلقة منذ سنة كاملة عبر العديد من بلديات الولاية، بحكم قرب انقضاء عهدة نواب المجالس البلدية الحالية، ما زاد في تعميق أزمة وضعية أحياء هذه البلديات التي من المرجح أن تبلغ أوجها خلال الصائفة المقبلة، لتستمر معاناة المواطنين مع جملة من المشاكل ذات النمط الحضري الغائب بشكل شبه كلي عبر أكثر من 10 بلديات كاملة. فمشروع ساحة الثورة ببلدية البوني، الذي ضخت لإنجازه أغلفة مالية بملايير الدينارات زاد من تشويه وتلويث المحيط والمنظر العام للبلدية بسبب عدم انتهاء الأشغال به، وهو الذي بلغ عمره أكثر من سنتين كاملتين، ناهيك عن باقي المشاكل المتعلقة بالصيانة الصحية والتهيئة العمرانية الغائبتين، والتي تزيد يوما بعد يوم حالة هذه البلديات أكثر تدهورا دون وجود أي تدخل أو مبادرة تصب في اتجاه تحمل الجماعات المحلية لمسؤوليتها عن هكذا وضع، مع الفصل في تمويل عديد المشاريع التنموية وضمان الانطلاقة الفعلية لها، لتغيير الواقع المر الذي أصبح السمة الغالبة لأغلب بلديات ولاية عنابة.