شهدت، صباح أمس، بلدية الجزار الجنوبية بباتنة، حركة احتجاجية واسعة قام بها عشرات المواطنين الذين خرجوا إلى الشارع بعد وفاة امرأة في العقد الرابع من العمر إثر نزيف داخلي لم يتكفل به سريعا في عيادة البلدية بسبب قلة التجهيزات والوسائل والتغطية الطبية اللازمة، ما أدى إلى وفاة الضحية، حسب المواطنين الغاضبين، الذين قاموا بغلق مقر البلدية ومنعوا الموظفين من الالتحاق بمكاتبهم بما فيهم رئيس البلدية، معتصمين أمامها فيما قامت مجموعة منهم بغلق مقر العيادة بعد أن أخلوها من الممرضين وعمال النظافة والأمن. ولم تقف الحركة الاحتجاجية عند هذا الحد، بل ذهب المحتجون إلى إغلاق الطريق الوطني رقم 28 الرابط بين ولايتي باتنة والمسيلة في شقه المار بالبلدية، باستعمال الحجارة والمتاريس وأطر العجلات المحترقة، ما أدى إلى تصاعد الأدخنة وعرقلة حركة المرور لساعات طويلة وأجبر مستعملي الطريق على تغيير وجهتهم. ولم يهدأ المحتجون رغم تدخل مسؤولين محليين في محاولة لتهدئة الأمور، وتدخل مصالح الأمن لمنع الانزلاق الأمني خصوصا على مستوى مركز البلدية، حيث أصر المواطنون على تلبية مطالبهم في القريب العاجل وإنشاء مستشفى عمومي بالبلدية يستوعب التزايد السكاني الكبير واتساع الرقعة العمرانية. وعبر المواطنون عن معاناتهم مع المرضى والنساء الحوامل اللواتي ينقلون إلى عيادة التوليد بباتنة أو المستشفى الجامعي وفي أحسن الأحوال يتم توجيه المرضى إلى مستشفى محمد بوضياف ببريكة، نظرا لافتقاد وسائل العلاج في عيادة البلدية التي تبقى هيكلا بلا روح. ومن جهته أكد رئيس البلدية أن الكثافة السكانية العالية بحاجة فعلا إلى مستشفى عمومي يغطي الاحتياجات الصحية المتزايدة.