ولاية تيارت ضمن الولايات التي تتمتع بعمران وتهيئة حضرية لائقة، لكن الشيء المميز الذي يلاحظه كل زائر لبلديات الولاية، أن أغلب الأحياء السكنية بها ماتزال طرقاتها وأرصفتها عبارة عن أتربة، خصوصا أن الكثير من تلك الأحياء مر عليها أكثر من ثلاثة عقود لكنها لم تنعم بمشاريع تنموية كالتهيئة الحضرية. والمتجول ببعض ولايات الوطن يتحسر على واقع ولاية تيارت، والتي يعتقد البعض أنها ولاية حديثة النشأة، في حين كانت أول عاصمة للدولة الجزائرية وتتوفر على آثار تاريخية تعود لما قبل الميلاد، وهي عبارة عن مقابر جنائزية بربرية شبيهة بالأهرامات الفرعونية، ما يعني أن بلديات الولاية لها تاريخ يعود إلى عصور غابرة، و رغم كل ذلك ماتزال الولاية لم تتمكن من تهيئة الأحياء السكنية عبر المدن الكبرى، ومنها السوڤر وفرندة.. في وقت ماتزال عمليات إعادة تعبيد الطرقات وتجديد الأرصفة تمس أحياء معينة بوسط المدن بينما تبقى أحياء أخرى غير معنية بها. تغرق تلك الأحياء خلال تساقط الأمطار في الأوحال والبرك المائية، وخلال الفصول الحارة ينبعث منها الغبار وتنتشر بها النباتات الضارة، وتصبح مقصدا للزواحف والعقارب. هذه الوضعيات سبق أن اشتكى منها سكان تلك الأحياء وراسلوا مختلف المسؤولين، وبعضهم أكد برمجة أحيائهم السكنية لتمسها مشاريع التهيئة الحضرية ولكن مرت سنوات ولم يتغير الواقع. وحتى إعلاميا سبق طرح مشكلة غياب التهيئة الحضرية عن عدد كبير من تلك الأحياء، وفي كل مرة كان رد المسؤولين من رؤساء البلديات وحتى مديرية التعمير والبناء، ببرمجة مشاريع التهيئة التي قيل حينها إنها ستمس ما يقارب 300 حي سكني عبر مختلف بلديات الولاية ولكنها بقيت مجرد تصريحات.. كما أن تأخر برمجة مشاريع التهيئة الحضرية ساهم بشكل كبير في تفشي البناء الفوضوي.