ما تزال ظاهرة انتشار الكلاب الضالة تطرح نفسها بعدد من بلديات ولاية تيارت، سواء منها على مستوى عاصمة الولاية أو بالبلديات الكبرى ومنها «فرندة» و«السوقر» ومثيلاتها موجودة بها ذات الظاهرة وبحدة. وأنت بأحد شوارع الولاية بغض النظر عن موقعك، الأكيد أنك ستشاهد مجموعات من تلك الحيوانات تجول عبر بعض الأحياء خاصة ليلا، فارضة حظر التجول على بعض المواطنين، وذلك بالنظر إلى ما تشكله من مخاطر وتهديدات على صحة وحياة الكثير من العائلات خاصة منهم الأطفال وكبار السن وكذا النساء، ويحدث في وقت أعطى فيه والي تيارت تعليمات وصفت بالصارمة لمسؤولي القطاعات، منها التعجيل في عمليات التهيئة الخارجية للمشاريع السكنية من أجل توزيعها في القريب العاجل، إلى جانب الإسراع في ورشات مشاريع التهيئة الحضرية والتي تخص تحديدا تعبيد الطرقات وتجديد الأرصفة مع رفع بقايا مواد البناء التي تخلفها الورشات، وتعزيز الإنارة العمومية وكذا التكفل الجدي بمشكل تسرب المياه عبر القنوات، علاوة على إلحاحه أيضا على ضرورة الاهتمام بالتشجير عبر حواف الطرقات مداخل ومخارج المدن. وفي ذات السياق دائما، فإن الظاهرة أخذت في الاتساع، إذ يسجل من حين لآخر تعرض عديد الأشخاص لهجوم من قبل الكلاب الضالة، وكان أهمها تعرض أكثر من عشرة أشخاص ببلدية «السوقر» خلال الصائفة الماضية لعضات كلب، يعتقد أنه مصاب بداء الكلب، ورغم كل ذلك ما تزال ظاهرة انتشار الكلاب الضالة تسجل بمعظم بلديات الولاية ماعدا بعضها التي أخذت تباشر في حملة القضاء على تلك الحيوانات المتشردة ومنها عاصمة الولاية، فيما تبقى بلديات كبيرة مثل «فرندة» بعيدة عن مثل هذه الحملات منذ سنوات عديدة، رغم إلحاح السكان القاطنين على مستوى عدة أحياء إلى التدخل لإنهاء هذا المشكل عاجلا، وهذا التساهل مع الوضعية شجع بعض المواطنين على اتخاذ المساحات الخضراء بداخل الأحياء كمرعى لمواشيهم كماه هو الشأن بالنسبة لحي «440 مسكنا» ب«فرندة» والذي أضحى مقصدا لبعض المربين للرعي بمواشيهم. وهو نفس الوضع الذي تعيش على وقعه عدة بلديات بما في ذلك عاصمة الولاية خاصة عند المخرج، حيث يسجل رعي للمواشي بل حتى الأبقار، والغريب أنها أصبحت تنافس المركبات في سيرها بالطرقات، كلها ظواهر تستدعي التشديد على رؤساء البلديات لمحاربة مثل هذه الظواهر وتحميلهم كامل المسؤولية لما قد ينجر عنها من مخاطر على سكان تلك الأحياء.