كشف محمد الصالح بن سلامة، وهو في العقد الرابع من العمر والمنحدر من مدينة سوق نعمان بولاية أم البواقي، ل"الفجر"، العائد لتوه من اليونان، أن هذه الدولة الأوروبية شهدت في الآونة الأخيرة تسجيل اعتداءات خطيرة وعنيفة راح ضحيتها عدد كبير من الرعايا الجزائريين لا يقل عن ال35 شخصا، معظمهم لا زال نزيل المستشفيات والمصحات لخطورة حالتهم الصحية. والملاحظ أن المعتدين هم يونانيون ينتمون إلى حزب الفجر الذهبي الجديد والمحسوب على اليمين المتطرف، حيث يعتقد أنصار هذا الحزب المتطرف أن المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين هم المتسببون في الأزمة الاقتصادية والمالية التي تتخبط فيها اليونان منذ أزيد من سنة. وحسب محدثنا الذي فر بجلده من اليونان التي أقام فيها أزيد من 4 سنوات، فإنه تعرض خلال الأشهر القليلة الماضية إلى عدة اعتداءات جسدية أدخلته المستشفى عدة مرات، كما أشار إلى أن هذه الاعتداءات العنصرية تستهدف بشكل أساسي المهاجرين غير الشرعيين والذين ينتمون إلى مختلف الجنسيات، مؤكداً أن أكثر الذين تعرضوا إلى تلك الاعتداءات هم من المسلمين كالعرب والباكستانيين والأفغانيين والأتراك، وهو ما يوضح بشكل جلي أن تلك الاعتداءات هي أعمال عنصرية خالصة، مع العلم أن غالبية المسلمين (معظمهم أتراك) يعيشون في إقليم تراقيا (ثريس) اليوناني، بينهم الجزائريون الذين يعملون في زراعة التبغ. وحسب محدثنا دائما، فإن أعضاء الحزب المتطرف يسيرون في جماعات ويقومون بالاعتداء على أي أجنبي في الشارع، وأحياناً يتم الاعتداء على المحال التجارية المملوكة للأجانب، ولا يفرقون في الاعتداء بين رجل وامرأة، والمرعب في الأمر أن هذا الاعتداء يتم تحت أعين رجال الشرطة، التي لا تبالي بما يحدث ولا تقوم بالتدخل. محدثنا الذي كان يقيم في مدينة سالونيك والتي تعتبر ثاني أكبر المدن اليونانية بعد العاصمة أثينا، وعن سؤال حول عدد الجزائريين المتواجدين باليونان، أجاب بأن العدد كبير نسبيا وكلهم جاؤوا للعمل هناك، حيث كانت فرص العمل كبيرة قبل الأزمة الاقتصادية. العائد بن سلامة أبلغنا أنه التقى عدة مرات مع اللاعبين رفيق جبور وجمال عبدون، وأن هذين اللاعبين على علم بموجة الاعتداءات التي تعرض لها الرعايا الجزائريون في اليونان، خاصة خلال شهري مارس وأفريل الماضيين. وقد أبدى محدثنا تأسفه الشديد لعدم تدخل وزارة الخارجية الجزائرية لحماية رعاياها، حيث تم تسجيل قتل 5 جزائريين خلال عام واحد باليونان من طرف أنصار حزب الفجر الذهبي، اثنان منهم من ولاية تبسة والآخرون من بومرداس ومعسكر وغرداية، وقد تم تقييد تلك الجرائم كأحداث عارضة وفردية ومعزولة وليست لها أي علاقة بالسياسة.