انطلقت في العاصمة الليبية طرابلس، أمس الثلاثاء، أول محاكمة لرموز نظام العقيد الراحل معمر القذافي، حيث مثل مدير جهاز الأمن الخارجي السابق أبو زيد دوردة أمام محكمة بطرابلس حسبما ذكرته تقارير إعلامية. وأفادت التقارير بأنه تم نقل أبو زيد دوردة إلى قاعة المحكمة بطرابلس وسط إجراءات أمنية مشدد ووجه إليه القاضي عددا من التهم بينها “تسخير القوة الأمنية لإطلاق الرصاص على الرأس والصدر ضد المدنيين وتشكيل قوة مسلحة بغية الاعتداء على مناطق الجبل الغربي لإثارة الفتنة وإشعال حرب أهلية ومنع التظاهر سلميا باستعمال القوة والتهديد وحبس المواطنين واعتقالهم وإساءة استخدام الوظيفة”. وبعد توجيه التهم والاستماع إلى طلب محامي الدفاع وممثل الادعاء رفع القاضي الجلسة وحدد موعدا للنظر فيها مجددا يوم 26 جوان الجاري. للإشارة فإن دوردة الذي تولى العديد من المناصب الكبيرة في ظل النظام السابق على مدى الأربعين عاما الماضية حاول الانتحار بالقفز من الدور الثاني عقب القبض عليه من قبل الثوار في سبتمبر الماضي غير أنه نجا وتلقى العلاج اللازم. وسبق لدوردة أن تقلد رئاسة الوزراء وعدد من الوزارات من بينها الاستصلاح الزراعي والبلديات والإعلام والاقتصاد والزراعة إلى جانب عدد من المسؤوليات الأخرى قبل أن يعينه العقيد الراحل معمر القذافي مديرا لجهاز الأمن الخارجي. وفي سياق آخر أعلنت السلطات الليبية السيطرة على الوضع بمطار طرابلس الدولي بعد تطويقه واقتحامه من قبل مجموعات مسلحة، احتجاجاً على اختطاف أحد قادة الثوار بمدينة “ترهونة”. وقال وزير العمل الليبي، مصطفى الرجباني، إن الحكومة نشرت 5 آلاف عنصر من قوات الأمن واستعادت السيطرة على المنشآت الجوية، مشيراً لاعتقال 30 من المسلحين. وبدوره، أكد وكيل وزارة الداخلية الليبي، عمر الخذراوي، مساء الإثنين سيطرة أجهزة الدولة الكاملة على الوضع في مطار طرابلس الدولي وإجلاء المسلحين واصفا إياهم ب”المخربين”. وصرح الخذراوي في مؤتمر صحفي بطرابلس، وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء الليبية، بأن السلطات ستحقق في الحادث للوقوف على دوافعه غير المبررة، مؤكداً “رفض وزارة الداخلية التام لمبدإ استخدام القوة أو التهجم على مؤسسات الدولة وتهديد الآمنين، وتعطيل المصالح العامة بحجة البحث عن مفقود”. وكانت مجموعات من المسلحين اقتحمت مطار طرابلس الدولي بعد ظهر الإثنين، وأوقفوا الحركة الجوية في المطار، احتجاجاً على اختطاف أحد قادة الثوار بمدينة “ترهونة”، في وقت سابق الأحد، من قبل “مجهولين” على طريق المطار. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن شهود عيان من المتواجدين داخل المطار، أن المسلحين اقتحموا المطار من جهة المهبط، على متن عشرات السيارات المسلحة بأسلحة ثقيلة، وقاموا بالانتشار في المهبط وساحات المطار، فيما قامت مجموعة منهم بإنزال المسافرين من الطائرات التي كانت تستعد للمغادرة. وكانت السلطات الليبية قد نفت في وقت سابق توقيف القيادي العسكري، العقيد أبوعجيلة الحبشي، بحسب وزير العمل الليبي، الذي شكك في استخدام المسلحين شائعة اختفائه كذريعة للهجوم. وإلى ذلك، أدان المجلس الوطني الانتقالي عملية اقتحام المطار وعرقلة الملاحة الجوية، كما أدان في بيان له، على لسان المتحدث باسمه محمد الحريزي، عملية اختطاف الحبشي. ونفى الحريزي وقوع خسائر بشرية أو مادية جراء الهجوم، كما دحض تقارير عن تدمير طائرة قائلاً إنه “خبر ليس له أساس من الصحة”.