شكل موضوع الانتحار ومحاولاته محور الملتقى الدولي الذي احتضنه أمس المستشفى الجامعي محمد النذير بولاية تيزي وزو، بحضور مختصين ودكاترة من مختلف ولايات الوطن، إلى جانب وافدين من فرنسا. ودق المشاركون ناقوس الخطر جراء التنامي المخيف للظاهرة في الجزائر مع الأعوام الأخيرة، وتشير آخر الإحصائيات التي تم عرضها بالمناسبة الى تسجيل 335 حالة انتحار العام الفارط ل 2011 في الجزائر، مع 1865 محاولة انتحار والتي مست غالبا الفئة العمرية مابين 30 و40 سنة. وتأتي ولاية بجاية في مقدمة الترتيب في عدد حالات الانتحار، تليها تيزي وزو، البويرة، تلمسان، وهران، سكيكدة مع ميلة، كما أن غالب المنتحرين هم من الذكور الذين تختلف أسبابهم، لكن مجملها مرتبطة بالجانب الاجتماعي والعاطفي. وكان مدير المستشفى الجامعي محمد النذير، البروفيسور زيري، قد كشف في المقابل عن إحصاء تيزي وزو منذ الفاتح جانفي 2007 إلى غاية 31 ماي 2011 ما لا يقل عن 331 حالة انتحار وغالبيتهم بطالون وآخرون عازبون. أجرى المتدخلون في الأخير مقارنات ميدانية للإحصائيات في مجال الانتحار لما هو معمول به في تونس والدانمارك والمغرب وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية التي تعرف تناميا مخيفا للمنتحرين بفعل الأزمات الداخلية والحروب. وحاول المحاضرون تسليط الضوء أكثر على الملف من خلال السعي وراء إعداد بطاقة تقنية جديدة لتطويق الظاهرة مع إعداد استراتيجية فعالة بهدف توعية أكبر عدد من السكان بمدى خطورة الظاهرة التي حرمها الدين. وينتظر أن يخرج المشاركون اليوم الأحد خلال اختتام جلسات الملتقى بتوصيات سيتم رفعها إلى الهيئات العليا وطنيا وفي الخارج بهدف جعلها مرجعية علمية من أجل التقليل من خطر زحف الانتحار لاسيما نحو دول العالم الثالث.