نظمت، أمس، سفارة النمسا يوما دراسيا خصته لواحد من رموز الأدب في الجزائر وهو الأديب أبو العيد دودو، وقف من خلاله المشاركون على إسهامات الراحل في الساحة الأدبية الجزائرية عامة والترجمة بشكل خاص. اللقاء الذي أشرفت عليه سفيرة النمسا بالجزائر وحضره أفراد من عائلة المرحوم تتقدمهم أرملته، إيمي دودو، حيث اعتبر الأستاذ عبد القادر بوزيدة أن اهتمام النمسا بالكاتب أبو العيد دودو نابع من العلاقة التي ربطت الراحل بالنمسا لأنه دَرس ودرّس بجامعتها، ولإتقانه اللغة الألمانية فقد ترجم العديد من الأعمال الأدبية التي وضعها كُتاب نمساويون، وعليه يعتبر بوزيدة بأن دودو هو جزء من هذه الثقافة النمساوية التي نقلها إلى اللغة العربية، مشيرا إلى أن الراحل من الأوائل الذين ساهموا في تأسيس الأدب الجزائري المكتوب باللغة العربية كما ساهم في إثرائه بترجماته المتعددة، حيث ترجم كمَا هائلا من الأعمال الأدبية من اللغة الألمانية إلى العربية. وفي السياق ذاته، تطرق الأستاذ فاسي محمد إلى خاصية الإبداع لدى الراحل وربطه بالكاتب الروسي أنطون تشيخوف الذي يلتقي معه في القدرة على تحويل أي شيء إلى قصة جميلة. دودو الذي ترجم "الحمار الذهبي" لأبوليوس كان معجبا بالكاتب النمساوي ستيفن زوايغ وترجم له عملا لم يكتب له النشر كما ترجم لذات الكاتب مسرحية "الهروب إلى الله" وغيرها من الأعمال النمساوية، لكنه اهتم اهتماما كبيرا بالكاتب النمساوي بيتر تسيما وقدم له عملين في غاية الأهمية، الأول حول علم الاجتماع الأدبي والآخر في الأدب المقارن وسمح للقارئ الجزائري والعربي عموما بالاطلاع على وجهة نظر لم تكن متوفرة في اللغة الفرنسية خاصة. من جهتها انتقدت أرملة الراحل إهمال الجزائريين للرؤية النقدية لدى زوجها الراحل واهتمامهم بالقصة والترجمة دون سواهما. الطاوس. ب