تنظم سفارة النمسا بالجزائر صبيحة الغد، لقاء أدبيا خاصا لتكريم الراحل أبو العيد دودو، وذلك في إطار الاحتفالات باليوم الوطني للفنان المصادف ل8 جوان من كل سنة، حيث سيشهد اللقاء حسب المقربين من عائلة دودو عدّة شخصيات أدبية وأكاديمية وطنية إضافة إلى بعض رفقاء الراحل الذي سخر حياته للبحث والإبداع. يعد دودو أبو العيد دودو من بين أبرز المثقفين في الجزائر الذين عملوا في صمت لإنتاج ثقافة نوعية، فقد كتب القصة والمسرحية والأسطورة والدراسة النقدية والدراسة المقارنة وقصيدة النثر، كما مارس الترجمة إلى العربية من أكثر من لغة كما ترجم إلى الألمانية بعض قصصه وقصائد عدد كبير من الأدباء الجزائريين المعاصرين. مد أبو العيد دودو بتنقله السهل بين اللغتين العربية والألمانية جسورا بين الثقافتين فنقل إلى العربية بعض ما كتبه الرحّالة الألمان عن المجتمع الجزائري قبل الاحتلال الفرنسي وهي صفحات عمل المستعمر على تغييبها من تاريخ الجزائر ومن بينها القصة الأولى من ثلاثية”مالتسان”، التي كتبها عن الجزائر في القرن ال 19 وكذلك “مدخن الحشيش بالجزائر”، وكتابه الموسوم ب”الجزائر في مؤلفات الرحالين الألمان”، الذي صدر سنة 1975، بالإضافة إلى عدّة أعمال أخرى بقيت خالدة بعد رحيله. للتذكير، فإن الراحل دودو من مواليد 1934 بجيجل وهو قاص وناقد أدبي ومترجم وأستاذ جامعي درس بمعهد عبد الحميد بن باديس ثم انتقل إلى الزيتونة ثم إلى دار المعلمين العليا ببغداد فالنمسا ليتحصل من جامعتها على دكتوراه برسالة عن ابن نظيف الحموي وذلك سنة 1961، درس بالجامعة التي تخرج منها ثم بجامعة”كييل”، بألمانيا قبل أن يعود إلى الجزائر ويشغل منصب أستاذ في قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب بجامعة الجزائر. من أهم مؤلفات الراحل “بحيرة الزيتون”، “التراب”، “دار الثلاثة”، “البشير”، “الطعام والعيون”.