تنظم سفارة النمسا بالجزائر صبيحة يوم الأربعاء لقاء أدبيا خاصا بالراحل أبو العيد دودو وذلك في إطار الاحتفالات باليوم الوطني للفنان. تحضر اللقاء العديد من الشخصيات الأدبية والأكاديمية إضافة إلى بعض رفقاء الراحل الذي سخر حياته للبحث والإبداع. أبو العيد دودو من بين أبرز المثقفين في الجزائر الذين عملوا في صمت لانتاج ثقافة نوعية فقد كتب القصة والمسرحية والاسطورة والدراسة النقدية والدراسة المقارنة وقصيدة النثر، كما مارس الترجمة إلى العربية من أكثر من لغة كما ترجم إلى الألمانية بعض قصصه وقصائد عدد كبير من الأدباء الجزائريين المعاصرين. مد أبو العيد دودو بتنقله السهل بين اللغتين العربية والألمانية جسورا بين الثقافتين فنقل إلى العربية بعض ما كتبه الرحالة الألمان عن المجتمع الجزائري قبل الاحتلال الفرنسي وهي صفحات عمل المستعمر على تغييبها من تاريخ الجزائر ومن بينها القصة الأولى من ثلاثية »مالتسان« التي كتبها عن الجزائر في القرن ال 19 وكذلك »مدخن الحشيش بالجزائر« وكتابه »الجزائر في مؤلفات الرحالين الألمان« الذي صدر سنة 1975 و»ثلاث سنوات في شمال غرب افريقيا لمالتسان« و»قسنطينة أيام أحمد باي لشلوصر«. للإشارة تعد ترجمته الكاملة إلى العربية من اللاتينية لأول رواية في تاريخ الإنسانية »الحمار الذهبي« لابن مداوروش الأديب والفيلسوف لوكيوس أبوليوس من أنفس ما قدم للمكتبة العربية وقد اختار دودو في ترجمته لهذه الرواية كلمات عربية قديمة نوعا ما كي يجعل القارئ يعيش أجواء الأحداث في زمنها البعيد زمن السحر مما يكشف عن المتعة اللامتناهية التي صاحبته وهو ينتقل بالقارئ من قصة لأخرى. عانى دودو كثيرا من مشكلة النشر ومازالت عشرات المخطوطات الإبداعية في مختلف الفنون والمعارف من ترجمة ودراسة وإبداع أدبي تتكدس في بيته الصغير، كما يوجد غيرها لدى عدد كبير من دور النشر الجزائرية والأجنبية. للتذكير فإن الراحل دودو من مواليد 1934 بجيجل وهو قاص وناقد أدبي ومترجم وأستاذ جامعي درس بمعهد عبد الحميد بن باديس ثم انتقل إلى الزيتونة ثم إلى دار المعلمين العليا ببغداد فالنمسا ليتحصل من جامعتها على دكتوراه برسالة عن ابن نظيف الحموي وذلك سنة ,1961 درس بالجامعة التي تخرج منها ثم بجامعة »كييل« بألمانيا قبل أن يعود إلى الجزائر ويشتغل أستاذا في قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الأداب بجامعة الجزائر. من أهم مؤلفات الراحل »بحيرة الزيتون« سنة 1967 و»التراب« مسرحية ألفها سنة 1968 و»دار الثلاثة«، سنة 1971 و»البشير« 1981 و»الطعام والعيون« 1998 و»كتب وشخصيات« سنة 1971 وغيرها. توفي رحمه الله يوم الجمعة 16 جانفي .2004 الراحل ربطته علاقات ثقافية وطيدة مع النمسا حيث درس بجامعة فيينا 8 سنوات كما عمل بها مترجما قانونيا معتمدا وترجم لعمالقة أدبائها ومفكريها منهم »فرانز كافكا« و»آرتور سنيزلغ« »شيفان زويغ« وكل ترجماته وزعت في كل الوطن العربي، ضف إلى ذلك فإن السيدة حرمه من أصول نمساوية.