دعت باحثة التاريخ سيلفي تينو خلال اللقاء الذي نشطه بالمعهد الفرنسي بالعاصمة، إلى ضرورة تطوير الدراسات الخاصة بالتاريخ الجزائري وتضافر الجهود الجزائرية الفرنسية من أجل كتابة مشتركة لتاريخ الفترة الاستعمارية في الجزائر، وكذا تجديد البحوث التي قدمت في السابق وكانت مستند ومرجعية كل الدراسات التي جاءت بعدها. تطرقت الباحثة بالمركز الوطني للبحوث العلمية إلى تحضيرات الجانب الفرنسي المرتبطة بخمسينية استقلال الجزائر، مشيرة إلى انطلاقها شهر مارس من السنة الجارية تزامنا وذكرى اتفاقيات إيفيان ووقف إطلاق النار بوصفهما هامين لفرنسا، لكنه اهتمام كما أشارت من طرف المجتمع المدني والباحثين على مستوى الجامعات أمام صمت كبير من طرف الحكومة الفرنسية، على عكس الجزائر التي تعتبر شهر جويلية شهر الحرية والاستقلال. كما تساءلت تينو، في محاضرتها التي جاءت تحت عنوان ”كتابة تاريخ الجزائر خلال الفترة الاستعمارية في فرنسا، أي مدخلات، أي حدود؟”، عن حصيلة الكتابات التي أرّخَت للثورة الجزائرية بعد نصف قرن من استقلال الجزائر، حيث استعرضت البعض منها، معتبرة العمل المشترك بين البلدين بخصوص الماضي وتقريب وجهات نظر المختصين في هذا الجانب إلزامي، خاصة وأن تاريخ الجزائر يأخذ حيزا كبيرا على مستوى الجامعات الفرنسية، رغم أنها أغفلت انعكاس حراك هذه الثورة على الشارع الفرنسي، وتجاهلت تاريخ الجزائر قبل 1945 حيث ركزت معظم البحوث التي أنجزت ما بين سنوات التسعينات والألفين على ال 8 سنوات الأخيرة للثورة الجزائرية رغم أن الفترة الاستعمارية في الجزائر دامت 132 عام. من جهة أخرى، طرحت تينو مجموعة من العوامل التي دفعت فرنسا إلى العودة للفترة الاستعمارية، منها عالمية البحوث حول الثورة الجزائرية، إذ من الخطأ التفكير بأن تاريخ الجزائر يكتب من طرف الفرنسيين والجزائريين دون سواهم، لأن هناك دراسات قيمة أنجزت من طرف الألمان، الإنجليز وحتى بعض الأمريكيين، بالإضافة إلى شيخوخة البحوث التي أنجزت في السابق عن تاريخ الجزائر، موضحة أنها بحاجة إلى التجديد وربما التصحيح لأن ما كتب في الستينات لن يكتب اليوم.