قال الله تعالى: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها}. وقال جل شأنه: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله. فقل أفلا تتقون}. هذا يدل على اعتراف الناس جميعاً مهما تكن أديانهم أو نحلهم بأن الله هو الرزاق هذا عن أصل الرزق. أما الطاعات فإنها سبب في زيادة الرزق فضلا من الله عز وجل زيادة على الرزق الأصلي. قال الله تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}. وفي قصص الأنبياء التبشير بالمتاع الحسن والفضل الإلهي بسبب الإيمان فقد ورد في الحديث النبوي أن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. والمراد بالرزق هنا الرزق الذي يتفضل الله به على الطائعين وإذا وصلت البركة في الرزق نفع القليل منه أضعاف النفع بالرزق الكثير الذي نزعت البركة منه ومن أسباب البركة في الرزق الحرص على الحلال الطيب والبعد عن الحرام الخبيث. قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون}. وبالشكر القائم على الإيمان تدوم النعم ويستجلب المزيد منها. قال الله تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}. فالله تعالى واسع الرحمة وقد جعل رزق الدنيا عاماً للمؤمن والكافر. قال تعالى: {نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا}، فهو سبحانه يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ولكن لا يعطي الدين إلا من أحب ولكن تمتيع العاصي بالرزق محدود بهذا العمر القصير.قال الله تعالى: {ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير}. فالله تعالى يرزق من كفر أيضا فيمتعه بهذا الرزق قليلا هو مدة وجوده في الدنيا وليس له في الآخرة من نصيب.قال الله تعالى: {لا يغرنّك تقلب الذين كفروا في البلاد. متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد}.