أبدى الحرفيون المشاركون في فعاليات الصالون الوطني للجلود في طبعته الرابعة المنظم من قبل غرفة الصناعة التقليدية والحرف ومديرية السياحة بجيجل، تخوفا كبيرا من زوال حرفة صناعة الجلود في الجزائر جراء الصعوبات التي يواجهها أصحابها وفي مقدمتها تأثيرات غزو المنتوجات الصينية للسوق الوطنية رغم افتقارها إلى المعايير الدولية المعمول بها. وطالبوا، في هدا الإطار، بوضع حد لتسويق المنتجات الجلدية غير المطابقة لشروط الصحة والأمن والبيئة والتي تشكل خطرا حقيقيا على كل شرائح المجتمع، كما تطرق حرفيو الجنوب الكبير على غرار بونيرة نجاة من أدرار مختصة في المنتوجات الجلدية ولها 7 سنوات خبرة إلى مشكل انعدام المادة الأولية واضطرارها التنقل إلى العاصمة لاقتناء ما يلزمها، مما يكلفها كثيرا من الأعباء والأتعاب المعنوية والمادية. نفس الشيء قاله الحرفي دلالي محمد من تلمسان الذي اختارت اللجنة الوزارية إحدى منتوجاته رفقة منتوجات فرازي من عنابة للمشاركة في المسابقة الوطنية، بأن المادة الأولية تعاني تذبذبا في السوق وارتفاعا باهضا في الأسعار، بحيث يقدر القدم الواحد من جلد الخروف مثلا 80 ب دينارا، كما تطرق إلى غياب استراتيجية مفهومة في التسويق وان كل حرفي يموت مع سلعته داخل ولايته في حال تكدسها، وهو ما ذهب إليه الحرفي بن براهم نصر الدين المختص في صناعة ”البوف” والمقاعد ومحافظ اليد النسوية. أما ممثل مدبغة خنيفر والتي تعالج يوميا 08 أطنان من الجلود والمتعامل الوحيد في مجال التصدير في الجزائر، فقد تطرق إلى قضية المضاربة في سوق المادة الأولية والإجراءات الطويلة والمعقدة في عملية التصدير بحيث تفوق الشهرين للطلبية الواحدة، مما يكلف الشركة خسائر كبيرة في بعض الأحيان لاسيما مع عزوف الزبون بسبب التأخر في التسليم، إضافة الى نقص التكوين في التخصص لدى البعض مما يؤثر سلبيا على تطوير صناعة الجلود في الجزائر. من جهته، أشار عبد الحق كرديد، مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف، إلى أن هذه الحرفة التي يعود تاريخها إلى 800 سنة قبل الميلاد تعد جيجل من الولايات الرائدة فيها، بالنظر إلى الثروات الحيوانية التي تزخر بها المنطقة والعشرات من الحرفيين القدماء وحدتين رائدتين في هذا المجال وطنيا وأن سلطات ولاية جيجل تحاول أن تخلق قطبا متخصصا بسيدي عبد العزيز لجمع شمل كل الحرفيين في محلات وتقديم العون اللازم لهم لتطوير هذه الحرفة المهمة في الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن طبعة هذه السنة شارك فيها أزيد من 60 حرفيا يمثلون 15 ولاية وأن الغرفة اهتمت كثيرا بالإعلام والاتصال لجلب اكبر عدد ممكن من الحرفيين من جهة وكذا الزوار من جهة أخرى، لاسيما باستخدام شبكة الانترنيت لأول مرة. وأضاف بأن هناك محاضرات وندوات على هامش الصالون لفائدة الحرفيين للمساهمة في الرفع من مستوى تكوينهم.