تعتبر صناعة الجلود من الحرف التقليدية المتوارثة بين الأجيال بولاية جيجل، هذه الولاية التي تحصي عشرات الحرفيين الذين يتقنون فن صناعة مختلف الأشياء بالجلد الطبيعي، ومنه الأحزمة وحقائب اليد والأحذية وغيرها. ومن هؤلاء، السيد بومهراز الصديق، الحرفي الذي اِلتقته ''المساء'' بجناحه بقصر المعارض خلال فعاليات صالون الصناعة التقليدية الدولي. بدأ الحرفي بومهراز حديثه عن حرفته بالقول: إنها كأي حرفة يدوية تحب من يتقنها ومن يبدع فيها بإخلاص، فسر نجاح أي حرفة هو الإتقان، ويعتبر نفسه محظوظا، لأنه تلقى فنون هذه الحرفة من والده الذي أتقن بدوره صناعة الكثير من الأشياء واللوازم الجلدية للاستعمال الخاص. ويقول المتحدث؛ إنه لن يتخلى عن حرفته هذه التي جمع فيها بين الجلد والخيط لأكثر من عشريتين، بل ويسعى لتوريثها تماما مثلما ورثها هو عن أجيال قبله. يتحدث الحرفي عن صالون الصناعة التقليدية الدولي فيقول؛ إنه يشارك في فعالياته لأول مرة، ما سمح له بالتعريف بنفسه والأكثر من ذلك، فتح آفاق لتسويق منتجاته عبر الوطن، داعيا من المعنيين أن يقوموا على تنظيم تظاهرات مماثلة وطنية أو جهوية للسماح للحرفيين بتسويق منتجاتهم. وعن أهم العوائق التي يصادفها الحرفي وحرفيون أمثاله في مسار حفاظهم على هذه الصناعة، فيقول؛ إن نقص فضاءات التسويق ونقص المادة الأولية وإن وجدت، فإن مدة وصولها للحرفي في مختلف الولايات تكون طويلة نوعا ما، خاصة وأن بعض المستوردين يفضلون تصديرها للخارج بدلا من تغطية السوق الوطنية، كما تشكل المنتوجات الصينية المقلدة وجها آخر للمعضلة بسبب المنافسة، بالرغم مما تشكّله من أخطار مرضية على المواطن لا سيما الجلدية منها. كما يشتكي حرفيو صناعة اللوازم الجلدية من نقص وضعف التكوين المتخصص في صناعة الجلود، وهو ما يؤثر مستقبلا على ترقية صناعة الجلود في الجزائر، دون إغفال محدث ''المساء'' الحديث عن مشكل التسويق الذي يعتبره معضلة حقيقية خاصة بالنسبة للحرفين الذين يعملون بورشات خاصة، ولا يتمكنون من بيع منتوجاتهم بسبب ضيق المحل. وهذا ما قد يكون سببا في هجر الكثير من الحرفيين لهذه الصناعة اليدوية.