زفت مدينة الجسور المعلقة في إطار فعاليات الزواج الجماعي الذي يحرص مجلس سبل الخيرات على تنظيمه كل سنة 50 عروسا ارتدين الفستان الأبيض إلى عرسانهم وسط أجواء طبعتها الفرحة خاصة وأنها تزامنت مع احتفال الجزائر بعيد استقلالها ال 50. موكب العرس الذي انطلق عند الظهيرة من أمام دار الإمام سيدي الكتاني بسوق العصر مرورا بحي القصبة، وشارع عواطي مصطفى فحي بوالصوف، انتهى عند قاعة الزهور التي احتضنت فعاليات الطبعة الثامنة لهذا الزواج الجماعي الذي عرف لأول مرة زف عريس في ال 23 ربيعا وكهل في ال 56 سنة من عمره، وهما العريسان اللذان صنعا الحدث وسط فرحة الأهل، الأحباب والأصدقاء الذين رقصوا على وقع الأناشيد الدينية للفرقة البوسعادية “البهاء”، التي أحيت هذا الحفل البهيج الذي تعالت فيه زغاريد النسوة وطلقات البارود المدوية، حيث أعرب العرسان عن فرحتهم وامتنانهم للقائمين على هذه المبادرة التي وصفوها بالسنة الحميدة التي لطالما ساهمت في إعمار الكثير من البيوت على مر السنوات الماضية، وخففت من حدة العنوسة داخل المجتمع القسنطيني، خاصة وأن تكاليف العرس الباهظة لا طاقة لمحدودي الدخل بتحمل أعبائها وهو الأمر الذي أكده العم “مولود” ذو 53 سنة الذي أشاد بفضل القائمين على مديرية الشؤون الدينية في مساعدته للدخول ثانية إلى القفص الذهبي بعد أن ترمل منذ سنوات سيما، وأن عجزه المادي حال دون ذلك، وقد شاطره الرأي باقي العرسان خاصة “سامي” أصغرهم سنا الذي قال بأن كافة عبارات الشكر تقف عاجزة عن وصف عرفانه وامتنانه للمحسنين الذين ساهموا في إتمامه لنصف دينه. هؤلاء العرسان تم تأثيث منازلهم حسب تصريحات الجهات القائمة بمختلف التجهيزات المنزلية، بدأ بغرف النوم انتهاء بالأدوات الكهرومنزلية فضلا عن استفادة العروس بكافة التجهيزات الضرورية من مفروشات وألبسة وغيرها، وهي المقتنيات التي تم شراؤها بإسهام من المحسنين الذين لم يتوانوا حسب ذات المصدر في مد يد العون لهم. وخلافا للعادة فقد منح القائمون على هذه المبادرة الطيبة الحرية التامة للعرسان في تحديد موعد زفافهم نزولا عند رغبتهم، حيث تم نهار أول أمس الاحتفال بأربع عرسان فقط فيما سيتم الاحتفال بالبقية على مراحل وفقا للتواريخ التي سيتم ضبطها، وقد أبت سائحة برتغالية رفقة زوجها إلا أن تقدم مبلغا من المال كمساعدة منها لهؤلاء العرسان وذلك بعدما استوقفها هذا المشهد الذي أثار إعجابها ودهشتها في آن واحد.