تتلقى مدينة سكيكدة والبلديات الصغيرة الواقعة في أطرافها، إمدادات يومية من المياه الصالحة للشرب تصل إلى 100 ألف متر مكعب من محطة تحلية المياه البحر، و50 ألف متر مكعب من سدي القنيطرة بأم الطوب وزيت العنبة ببكوش لخضر. ومع ذلك تعاني المدينة من نقص في التموين بالمياه يصل أحيانا ولا سيما أثناء فصل الصيف إلى درجة النقص الحاد، إذ تعاني أحياء عديدة في المدينة القديمة وفي الضاحيتين الشمالية والجنوبية من انقطاع في التموين يتعدى غالبا الأسبوعين، ويتمثل في المشكل الرئيسي الذي تواجهه عاصمة الولاية والذي برز بشكل كبير مع التوسع العمراني الواسع وتزايد عدد السكان في ظرف قياسي، حسبما أكده للفجر المدير العام للجزائرية للمياه، في الانقطاعات المتكررة في عمليات التموين الناجمة أصلا عن قدم شبكات التوزيع الواصلة ما بين محطة تصفية المياه بحمادي كرومة ما قبل سنة 1950. وقد أضحت هذه الشبكات مهترئة وقديمة جدا وتآكلت مع مر السنين وبات تجديدها أمرا حيويا لمنظومة توزيع المياه. هل يأتي الفرج عبر الدراسة التقنية الجزائرية الفرنسية؟ وقد كشف المدير في هذا الخصوص عن انتهاء دراسة تقنية، قامت بها مؤسسة فرنسية جزائرية لتجديد كلي لشبكة توزيع المياه بالمدينة وضواحيها، ومن المرجح أن يعرف الثلاثي الأخير من السنة الحالية الشروع في تجسيد هذه الدراسة التقنية في الميدان، ما يؤدي إلى تحسن في عمليات التوزيع والانتقال إلى تعميم عملية ما يعرف بالتوزيع الدائم أي أربعة وعشرين ساعة في اليوم، تآكل الشبكة الحالية يدفع بإدارة المؤسسة إلى إجراءات ما بين خمسة إلى ستة إصلاحات في اليوم، وهو ما يكلف خزينة المؤسسة ما بين عشرة إلى اثني عشرة مليون سنتيم في اليوم، إضافة إلى تشغيل دائم للفرق التقنية ولأعوان المؤسسة الفاعلين في عمليات كان يفترض أن لا تكون أصلا انكسار القنوات يتم كذلك بسبب التآكل، وكذلك نتيجة قوة الضغط في دفع المياه القادم من محطة تحلية مياه البحر التي تستدعي شبكات وأنابيب بلاستيكية متطورة، وعلاوة على ذلك تتعرض الشبكات القادمة من سد القنيطرة وسد زيت العنبة لاعتداءات تكاد تكون يومية، حسب مسؤول المؤسسة، يقوم بها فلاحون مقيمون على طول هذه الشبكات ويمتلكون مساحات زراعية تحتاج للمياه في فصل الصيف وتمس هذه الاعتداءات الأنابيب ذات الحجم الكبير والمتوسط وتتسبب في ضياع نسبة 40 في المائة من الكميات القادمة من هذين السدين، وقد قامت المؤسسة في غضون هذه السنة بتقديم بعض من الفلاحين المتورطين في السطو على مياه المؤسسة وعلى قنوات التوزيع إلى العدالة، إضافة إلى ذلك يشير مدير الجزائرية للمياه أن النظام المتتبع في توزيع المياه بالمدينة معقد إذ يعتمد أساسا على الكهرباء في نقل المياه من محطة التصفية بحمادي كرومة إلى خزانات رئيسية في كل من بوعباز وسبعة آبار، ثم في مرحلة ثانية إلى الخزانات الثانوية في الأحياء قبل أن تصل المياه إلى البيوت وأحيانا تتعرض منظومة التوزيع لانقطاع في التيار الكهربائي، سيما أثناء فصل الصيف ما يعرض التوزيع للتوقف ويدخل الأحياء في عزلة عن المياه تدوم بضعة أيام.