تفضل العائلات العنابية خلال إقامة الأعراس في فصل الصيف، تنصيب خيمة الباش في الساحات العمومية، أو أمام منازلها بعد تنظيف المسالك والطرق المؤدية إليها وتزينها بمختلف الأشكال والألوان التي تتناسب وفصل الصيف استعدادا لاستقبال المهنئين والمباركين. وقد عادت خيمة الباش لأعراس عنابة، بعد ارتفاع تكاليف قاعات الأفراح التي باتت تلهب جيوب الزوالية بهذه الولاية إلى جانب اختلاط المدعويين وهو ما يرفضه بعض أهالي بونة، حيث تحرم العائلات من حضور عرس أقاربها في قاعات الأفراح نظرا لتمسكها ببعض العادات منها عدم الظهور أمام الفرقة الموسيقية التي يدعوها صاحب العرس لإقامة الأفراح، أين يكون “التشياد والرشقية” سيد المكان وللمحافظة على عادات الأهالي والأجداد، بات سكان عنابة الأصليين يفضلون خيمة الباش وإقامتها في ساحة خاصة أو في صحن البيت، أين يجتمع الأهالي والأقارب وتتزين القعدة الملاحة مع الديجي بعيدا عن التكاليف وبعض العادات الدخيلة على المنطقة. وتتكون الخيمة من عدة زوايا منها الزاوية الخاصة بمجلس العروس وصديقاتها من المدعوين، حيث يتزين هذا الركن بأنواع مختلفة من الورود والزهور البرية وحتى الريحان، كما تعطر الخيمة بماء المسك وعود العنبر، حيث تتمازج الفرحة وأهازيج الأفراح مع الروائح العطرة والمستمدة من أعالي جبال الإيدوغ ونسمات البحر اللطيفة، وتستمر السهرة حتى طلوع الفجر قبل أن يأخذ المدعوين بعض الوقت لتناول الأكلات الشعبية في مكان اسمه السطح يبعد قليلا عن الخيمة، حيث تقدم الأكلات العصرية والتقليدية على طاولات كبيرة توفر احتياجات الأقارب والأصدقاء من المدعويين، علما أن الخيمة تنصب يومين قبل بداية العرس ويشارك في بنائها الجيران، أهل العروس وكل سكان الحومة ويقام في ذلك اليوم قهوة تجمع الأحباب أين يقدم الشاي والمكسرات متبوعة بالمشروبات وحلوى الكعك أو المقروط، ويعتبر لعنانبة هذه العادة فأل خير على أهل العرس قبل إقامته والذي يبدأ عشية الأربعاء ويستمر حتى صبيحة الجمعة، ثم تنزع خيمة الباش. يتم كرائها ب ألفي دينار لثلاث ليالي وعليه يحبذ سكان عنابة إقامة أعراسهم في الخيمة والتي باتت تنافس قاعة الأفراح.