كشفت مصادر مطلعة من وزارة السياحة والصناعة التقليدية أن حجم نشاط الوكالات السياحية انخفض بشكل محسوس خلال موسم الاصطياف الحالي، قدرته بحوالي 25 بالمائة بالمقارنة مع السنوات القليلة المقبلة مؤدية إلى تراجع رقم أعمالهم، لترجع السبب أساسا إلى تزامن الموسم مع شهر رمضان المبارك مما اثر على البرامج المقررة. وحسب ما أسرت به مصادر ”الفجر” فإن هذه النسبة تعتبر تقريبية في انتظار الأرقام النهائية المنتظر أن يتم الكشف عنها نهاية الموسم، مشيرة إلى تنصيب لجنة وزارية مختلطة تضم ممثلين عن العديد من القطاعات، على غرار وزارة الساحة، وزارة الخارجية ووزارة الداخلية، للوقوف على وضعية السياحة في الجزائر خاصة منها الداخلية، واتخاذ تبعا لذلك التدابير الضرورية لترقيتها وتجاوز النقاط السوداء المكتشفة. ومن جهته، أكد رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية بشير جريبي هذا التوجه، مشيرا إلى ركود نشاط الوكالات خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل، مبررا ذلك بعدم اختلاف النشاط السياحي عن بقية القطاعات التي تعرف وتيرة منخفضة خلال شهر رمضان. واستبعد المتحدث أن يكون ذلك مرتبطا بتهيئة المرافق السياحية المقرر أن تستضيف السياح الجزائريين والأجانب على السواء، وأوضح أن أبرز العراقيل تتعلق بتغير طريقة تفكير الجزائريين، الذين اعتادوا على برنامج معين في شهر رمضان، بينما شدّد بالمقابل على أن تطوير قطاع السياحة يعتبر مسؤولية الجميع بدون استثناء، وأكد على الدور الكبير المنوط بالجماعات المحلية ممثلة في البلديات في هذا المجال، خاصة في إطار تهيئة المرافق السياحية كالشواطئ لاستقبال المصطافين خلال السهرات الرمضانية مثلا. وفي وقت قال بشير جريبي إن نشاط الوكالات السياحية المتخصصة في الحج والعمرة عرف استقرارا نسبيا، من منطلق أن العديد من المعتمرين يفضلون هذا الشهر لأداء مناسك العمرة، أشار بالمقابل إلى الإشكالات التي لا تزال تواجه عمل الوكالات لضمان خدمة مميزة للمعتمرين، وأضاف بأن النقابة رفعت اقتراحات بهذا الخصوص إلى الجهات الوصية إلا أنها لم تتلق أي رد، مشيرا إلى التعقيدات المتعلقة بالحصول على التأشيرة وتنظيم الرحلات من طرف كل من الخطوط الجوية الجزائرية ونظيرتها السعودية، لاستيعاب هذه الأعداد وتسهيل مأمورية الوكالات، فضلا عن تنظيم العمل على أشهر السنة بالتنسيق بين الديوان الوطني للسياحة، الديوان الوطني للحج والعمرة والوكالات المتخصصة.