تحضر فرنسا لإطلاق ”دليل بيداغوجي” خاص بالمترشحين للحصول على الجنسية الفرنسية، يندرج في إطار الإجراءات الجديدة المخففة، التي اتخذتها الحكومة الفرنسية منذ مجيء الرئيس فرونسوا هولند إلى سدة الحكم، سيسهل على طالبي الجنسية التحضير للاختبار الذي يجروها لهذا الغرض. ويهدف وزير الداخلية الفرنسية، مانيال فالز، من وراء إعداد هذا الدليل البيداغوجي، إلى جعل الجنسية الفرنسية محركا لاندماج المهاجرين الجدد في المجتمع الفرنسي وليس نتيجة لجملة من العراقيل العشوائية والعنصرية، التي انتهجتها الحكومة السابقة للتقليل من عدد المهاجرين الشرعيين، بعد أن وضعت قاعدة من المعايير المحددة جدا، تتراوح بين تبرير إقامة طالب الجنسية بالتراب الفرنسي مدتها خمس سنوات على الأقل، إثبات روابط عائلية فرنسية، شهادة سوابق عدلية عذراء، التسديد الكامل للضرائب، وإتقان اللغة الفرنسية إلى جانب امتلاك ثقافة عامة فرنسية وخاصة التاريخ الفرنسي، وهي شروط تريد الحكومة الاشتراكية التقليل من حدتها. ويراد بالدليل البيداغوجي، وفقا لما أوضحته جريدة ”لوفيغارو”، حسب ما استقته من محيط وزير الداخلية الفرنسي، توفير ظروف تحضير جيدة لاختبار الجنسية، وربما إلغاء اختبار الأسئلة، لكونه يشبه الامتحانات الدراسية التي يعتمد فيها على النقطة الاقصائية، وهو لا يناسب الأشخاص غير المتعودين على هذا النظام المعتمد في المؤسسات التعليمية. ويضطر طالبو الجنسية الفرنسية إلي إجراء اختبارات في اللغة بالمركز الدولي للدراسات البيداغوجية أو اختبارات تقييمة بغرفة التجارة والصناعة بباريس، تكلف مابين 85 و120 أورو، إلى اختبار الأسئلة المشكلة من 60 سؤالا اختياريا، والذي كان يفترض أن يكون جاهزا في الفاتح جويلية المنصرم بالصيغة المخففة التي تريدها الحكومة الاشتراكية لكنه لم يصدر لحد الآن ويرجح إلغاؤه. وسيتقدم حوالي 130 ألف مهاجر لاختبارات الجنسية، بمعدل نجاح حدد ب 80 بالمائة، وستعاد معالجة ملفات طلبة الدكتوراه التي تم رفضها دون تشديد. ويشار إلى أن عدد الحاصلين على الجنسية الفرنسية انخفض من 116.496 في 2010 إلى 87.937 في 2011 ، أي انخفاض نسبته 30 بالمائة في ظرف سنة واحدة، بسبب الإجراءات التي فرضها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي لتقليص الهجرة إلى بلاده وتفضيله الهجرة الانتقائية.