أعرب نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي جاتيلوف، عن قلقه حيال الوضع في مدينة حلب السورية، متهما بعض وسائل الإعلام بتغطية مسبقة للأحداث. وقال جاتيلوف: ”إن الوضع في حلب كارثى بالفعل، ومن الواضح أن وسائل الإعلام المغرضة تحاول بجميع الطرق تعويض ما لم تتمكن المعارضة من التوصل إليه”. من جهته، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، أنه لا يعرف الدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس السوري بشار الأسد في المستقبل السياسي لسورية، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى أن الحليف الأكثر قربا للأسد قد يرضى بتنحيه عن السلطة مستقبلا. وأكد ميدفيديف الذي استخدمت بلاده حق النقض ثلاث مرات لمنع إدانة الأسد في مجلس الأمن، أن ”ما تشهده سورية الآن ينذر بحرب أهلية”، معتبرا أن ”السوريين أنفسهم هم الذين ينبغي أن يقرروا مصير الأسد” الذي يحكم البلاد من 12 عاما خلفا لوالده الذي قضى 30 عاما في السلطة. وقال الرئيس الروسي السابق خلال تصريحات صحفية له في لندن: ”إن طرفي النزاع السوري مسؤولان عن هذا الوضع لأنهما رفضا الجلوس إلى طاولة المفاوضات”. كما قلل من أهمية الخلافات مع الغرب بشأن الأزمة السورية، مؤكد ا أن كل الأطراف تنطلق ”من الموقف نفسه وهو أن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو اندلاع حرب أهلية شاملة في سورية” وقال مدفيديف إن ”شركاءنا يدعوننا إلى تأييد اتخاذ عمل أكثر حسما في سورية، ولكن ذلك يطرح سؤالا هو أين تنتهي القرارات وأين تبدأ التحركات العسكرية”. في سياق آخر، قال رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية بابكر غاي إن حل الأزمة في سورية ممكن بالاتفاق بين أطراف الأزمة وتنفيذ خطة المبعوث الدولي كوفي عنان. وقال غاي في مقابلة مع التلفزيون السوري خلال زيارته مدينة حمص وسط البلاد إن ”دمشق ملتزمة بخطة المبعوث الدولي”، مؤكدا أنه ”لا يمكن حل الأزمة إلا باتفاق الشعب السوري وقيادته”. كثف الجيش السوري حملته ضد المسلحين من مدينة حلب، في الوقت الذي أكد عناصر ما يعرف ب”الجيش السوري الحر” صمودهم في المدينة متعهدين بتحويلها إلى ”مقبرة للنظام”. ونفى نشطاء معارضون أن تكون الحكومة استعادت السيطرة على حي صلاح الدين في جنوب غرب حلب والذي يمر عبره أهم طرق التعزيزات للقوات السورية من الجنوب. من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 40 شخصا بينهم 30 مدنيا قتلوا في سورية يوم الاثنين. وقتل اثنان من المعارضين المسلحين في حي صلاح الدين. بدورها أفادت وكالة الأنباء السورية الحكومية ”سانا” أن قوات الجيش استعادت السيطرة على أحد أحياء مدينة حمص وفككت ”منظومة إرهابهم”. وأضافت الوكالة أن الجيش ”اكتشف عددا من الأنفاق كان الإرهابيون يستخدمونها لنقل الأسلحة والعتاد والتنقل للاعتداء على المواطنين وقوات حفظ النظام وممارسة أعمال القتل والتخريب في المدينة”.