أعرب الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف عن اعتقاده بأن مهمة كوفي أنان المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا ربما تكون الفرصة الأخيرة لتجنب حرب أهلية بين السوريين. وجاءت تصريحات مدفيديف خلال لقائه بأنان في مطار فنوكوفو-2 بموسكو قبل مغادرته (مدفيديف) للمشاركة في قمة سيول كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية وأكد مدفيديف خلال اللقاء عن دعمه الكامل لمهمة أنان، الذي يزور موسكو في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عام. ومن المقرر أن يتوجه أنان بعد ذلك إلى الصين التي سيزورها يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين. وتكتسب هاتان الزيارتان أهمية خاصة لأن موسكو وبكين تعارضان مشاريع غربية وعربية لفرض عقوبات على سوريا من قبل مجلس الأمن الدولي. دور فعال: وأضاف الرئيس الروسي ربما تكون هذه هي الفرصة الأخيرة لسوريا لتجنب الدخول في حرب أهلية دموية. ومن جهته، قال أنان إن سوريا لديها فرصة اليوم للعمل من أجل وضع حد للصراع الدائر في البلاد. ودعا أنان إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين والبدء في عملية سياسية تقود إلى تسوية سلمية. وقال أنان إنه بحاجة إلى دعم قوي من روسيا النجاح في مهمته. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن أنان قوله انه يتوقع ان تلعب روسيا دورا فعالا في التاكد من ان الطرفين يلتزمان بنقاط خطة السلام التي نالت دعما من مجلس الامن الدولي. ولم يشر انان ولا مدفيديف الى الرئيس السوري بشار الاسد او مطالب المعارضة بتنحيه عن منصبه. حمص وأدلب: وعلى الصعيد الميداني، قالت مصادر المعارضة السورية ان الجيش السوري قصف مدينة حمص بالدبابات وقذائف المورتر في حين اقتحمت قوات عدة معاقل اخرى للمعارضة يوم السبت. وقال نشطاء المعارضة ان 54 شخصا قتلوا على الاقل في احدث اعمال العنف التي تشهدها الانتفاضة السورية، من بينهم 25 شخصا قتلوا في مدينة حمص فقط. واضاف النشطاء ان 19 شخصا قتلوا في مدينة ادلب من بينهم 10 في مدينة سراقب التي هاجمتها قوات الامن حيث تقوم بحملة مداهمات واعتقالات واسعة. كما استهدف قصف قوات الجيش مدينة القصير والقرى المحيطة بها. وقال ناشط في حي باب السباع بحمص لرويترز عن طريق سكايب القصف بدأ مثلما يبدأ كل صباح دون سبب. يستخدمون قذائف المورتر والدبابات ضد العديد من احياء حمص القديمة مضيفا ان اغلب السكان في المنطقة فروا الى احياء اكثر امنا ويحاول كثيرون الخروج من المدينة كلية. وتقول الحكومة السورية ان المعارضة المسلحة قتلت نحو 3000 من قوات الامن والجيش وتلقي باللائمة في العنف على من تسميهم ب العصابات الارهابية. وتمكنت القوات الحكومية السورية الشهر الماضي من استعادة السيطرة على حي بابا عمرو الذي سيطرت عليه المعارضة المسلحة لعدة اشهر. لكن الزيادة الحادة في مستوى العنف الاسبوع الماضي في احياء اخرى تشير الى ان الجيش يناضل للحفاظ على سيطرته. مساعدات غير عسكرية : قال مسؤول أمريكي إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بحثا الأحد تقديم مساعدات طبية، ووسائل اتصالات إلى المعارضة السورية، إلا أنهما لم يناقشا تقديم أسلحة إلى قوات المعارضة. وقال نائب مستشار الأمن القومي في البيت الابيض، بن رودز للصحفيين، بعد لقاء الزعيمين عشية القمة الأمنية النووية التي من المقرر عقدها في سول إن واشنطن وأنقرة مستعدتان لدراسة تقديم المزيد من المساعدات غير الفتاكة، للمعارضة السورية، أثناء اجتماع أصدقاء سوريا في تركيا الشهر المقبل. وقال أوباما بعد لقائه بأردوغان بحثنا جدول أعمال موحدا، فيما يتعلق بكيفية تقديم مساعدات إنسانية، وجهود كوفي أنان لتحقيق المزيد من التغيير اللازم (في سوريا).