تراهم يشدون الرحال كل صباح بحثا عن المنابع المائية الطبيعية، لاسيما في شهر رمضان، فالكل يتحدث عن مياه المنابع الطبيعية عبر مختلف مناطق الولاية، لحد التفاخر فيما بينهم عن نوعية المياه وأيهما أكثر عذوبة وحلاوة. معظم الينابيع أصبحت أمامها طوابير لا تنتهي، وصار صائدو مياه المنابع العذبة كل يوم ينظمون رحلات للبحث عن منابع أخرى، فلم يعد يكف منبع عين سلاوة عنونة، ومنبع عين العلايقة بطريق عين خروبة، وعين الشويخة الواقع أسفل جبل طاية ذي الارتفاع المقدر ب1012 متر، ومنبع عين الغول قرب بلدية هواري بومدين، وعين غرور، ومنابع عين صندل ورأس الماء، والمنبع الغزير بمشتة سكاكة بالدهوارة، وقرية مرمورة.. وغيرها من المنابع التي تشهد كل يوم إقبالا كبيرا لحد الازدحام والعراك أحيانا، حيث تحولت المنابع الطبيعية إلى قبلة للصائمين. وفي ظل الازدحام الكبير علي هذه المنابع الطبيعية العذبة فالمحظوظ من يظفر بدلو من مياه المنابع ليعود إلى منزله فرحا مبتهجا يروي به ظمأ وعطش الصوم في هذه الأيام الحارة. وأثناء وجودنا بمنبع رأس الماء، التقينا بالعديد من المواطنين قدموا من مناطق عدة من الولاية، على غرار الحاج إبراهيم وعمي حسين، اللذين يعتبران من مسكتشفي منابع المياه الغير المعروفة، حيث أكد لنا الحاج إبراهيم أن هوايته في رمضان هي البحث عن المنابع المائية واكتشاف ذوق مائها مهما كانت المسافة بعيدة. فيما اعتبر عمي حسين، وهو مدير مدرسة ابتدائية، أن قصته طويلة مع منابع المياه ومغامراته كثيرة.. فكم من مرة تعرض لحوادث طريفة، على غرار ما تعرض له خلال اليوم الثاني من رمضان عندما ذهبت لجلب الماء من منبع عين السودة، إلا أن سيارته تعطلت أثناء محاولته العودة للمنزل، ما اضطره للفطور هناك إلى غاية حضور ميكانيكي لإصلاحها.