ولد النبي صلى الله عليه وسلم في مكةالمكرمة، ونشأ بها، وظل مقيمًا بها حتى أنزل الله عليه الوحي، وأكرمه بالنبوة. وحينما أمره الله بالجهر بدعوته، وتبليغها للناس آذوه واضطهدوا أصحابه، ولما اشتد عليهم الإيذاء أمرهم الله بالهجرة إلى المدينة، فهاجروا طاعة لأمر الله ورسوله، وإن كانوا في حزن عميق على فراق البلد الذي أقاموا فيه طيلة حياتهم. وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في صحبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو حزين على فراق مكة، وأعاد النظر إليها مرات ومرات، وهو يود لو عاد إليها وعاش فيها، ولكن الله قد أمره بالهجرة إلى المدينة. وقف صلى الله عليه وسلم ثم خاطب مكة بكلمات كلها حب وشوق قائلا: “والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت”.