لمّا اشتدّ الأذى بأصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أَذِن رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم لهُم بالهِجرة إلى المدينة، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد اطْمَأنَّ بأنّ الدعوة قد انتشَرت في المدينة، وأنّها قد أصبحت مُهيّأة لاستقبال المهاجرين. فبادَر المؤمنون إلى الهجرة، وخرجوا أرسالاً يتبع بعضهم بعضًا. وبقيَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم، وبقي معه أبو بكر وعليٌّ، وكذلك مَن احتبَسه المشركون كرهًا. عَلِمَت قريش أنّ أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذاهبون إلى أرضِ مَنعَةٍ، فخافُوا من انتشار هذا الدِّين، وأجمعوا على قتل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وفي اللّيلة الّتي خطَّطوا لاغتيال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيها، أعْلَمَ اللهُ نبيَّه صلّى الله عليه وسلّم بما دَبَّره هؤلاء من كيدٍ، وأمرَهُ بالهِجرة واللِّحاق بمَن هَاجر من المؤمنين، وألاَّ ينامَ في مضجعِه تلك الليلةَ.