ليس هناك بلاء في الدنيا والآخرة إلا وسببه الذنوب والمعاصي نسأل الله تعالى العافية، فما الذي أهبط آدم إلى الأرض وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء، وما الذي أغرق فرعون، وما الذي خسف بقارون، وما الذي أهلك الأمم الغابرة، وما الذي يدمر الشعوب، ويفني الدول، ويشتت الأفراد والأسر، ويهلك الأخضر واليابس إلا الذنوب والمعاصي، قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} (30 الشورى). وقال سبحانه: {ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد} (51 الأنفال)، وقال: {فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} 40 العنكبوت. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: “أن أناساً يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال يجعلها الله هباء منثوراً، وهم الذين إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها”. خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرنّ صغيرة إن الجبال من الحصى قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: الذنوب جراحات، ورب جرح وقع في مقتل! إخواني أخواتي: اتقوا الله واحذروا الذنوب والمعاصي فإنها بوابات الهلاك ومدارك الشقاوات، واعلموا أنكم لن تلقوا الله تعالى بشيء أفضل من ترك الذنوب والعصيان، فالعقبة كؤود، والطريق شاق، وهول المطلع عصيب، عصيب، واعلموا أن ليس لكم إلا الله تعالى، فأطيعوه واجتنبوا كل ما يسخطه سبحانه.