بدأ فلاحو بلديتي بني شعيب و سيدي سليمان، شمالي ولاية تسمسيلت، يضيقون ذرعا من الدمار الذي حل بمنتوجاتهم الفلاحية، جراء توافد أفواج كبيرة من الخنازير البرية على المنطقة. وتعرضت عشرات الهكتارات من المساحات الزراعية من الأشجار المثمرة وحقول البطيخ إلى التخريب، ناهيك عن التلف الذي لحق بخراطيم المياه المستخدمة في سقي هذه المساحات، ما جعل الفلاحين يتكبدون خسائر مالية كبيرة.ولم يتوقف الأمر عند هذا الحال بل إن سكان المناطق الحضرية والقريبة من الأراضي الزراعية أبدوا تخوفهم الشديد من غزو الخنازير لأحيائهم ليلا ونهارا، باحثة عن الطعام بين أزقة والشوارع. وتعد بني شعيب وسيدي سليمان من البلديات الأكثر إنتاجا للخضر والفواكه بالولاية، فالمنتوجات تتعرض في كل لحظة إلى الإتلاف من طرف جماعات من الخنازير الجائعة. وأجبر الوضع الفلاحين على الاستغناء عن فلاحة الحقول بسبب انهماكهم في القضاء على الحيوانات البرية، رغم اعتماد أسرهم على النشاط الفلاحي، وذلك باستعمال عدد من الكلاب وكذا المبيت في العراء للحراسة. ورغم لجوء السلطات المحلية إلى تشكيل لجنة للقضاء على هذا الحيوان الخطير وقتل حوالي 15 رأسا، إلا أن كثرة انتشاره حالت دون القضاء عليه بشكل نهائي.