دافعت الفنانة بهجة رحال عن الفن الأندلسي الذي تراه عابرا للأجيال والأزمنة عكس بعض الفنون التي تُطمر مع الوقت، معتبرة التدريس أحسن وسيلة لتوريثه، ووصفت الموسيقى الأندلسية بالمتطلبة لكنها ضريبة مشروعة للعالمية التي تحضى بها، لذلك تتطلب الدقة والعمل المستدام المبني على البحوث المتواصلة، مشيرة إلى أن صوت الفنان هو الذي يصنع الفارق في هذا اللون الفني لأن الموسيقى والقصائد نفسها. تحدثت الفنانة بهجة رحال عن تجربتها في مجال تدريس الموسيقى الأندلسية للصغار والكبار خاصة في الخارج، حيث كرست نفسها منذ سنتين لخدمة الفن الأندلسي وتلقين فن الموشحات للمهتمين به في إطار جمعيتها المسماة "إيقاعات وهرمونيا"، وهي التجربة التي خاضتها الفنان منذ زمن، حيث سبق لها وأن درست هذا النوع الفني للأطفال في العاصمة الفرنسية باريس منذ 12سنة، كما كان لها تجربة مماثلة في الجزائر قبل أن تغادرها، حيث ترى رحال أن المدارس الأندلسية هي أفضل مكان لحماية الموسيقى الأندلسية خاصة إذا ما وجه القائمون عليها جهودهم للاستثمار في البراءة بوصفهم حاملي مشعل هذا الفن العريق، وقالت "أنا أجتهد كثيرا في البحث عن النوبات الأندلسية وتسجيلها حفاظا عليها وحرصا مني على تقديم الجديد لجمهوري"، وأضافت أن جديد كل لون فني يكسبه جمهورا أوسع ويؤرخ له، خاصة وأن التسجيلات في المجال الأندلسي جديدة مقارنة بغيره من الطبوع الفنية إذ لم تكن الموسيقى الكلاسيكية الأندلسية في متناول الجمهور إلا بعد 1995، والسبب في ذلك -حسبها- هو ميول البعض إلى عدم ربط الشق التجاري بهذا اللون الفني حتى لا يكون سلعا يتاجر بها، وحرصا على جعله في منأى عن صراعات الربح والخسارة مما جعل التسجيلات تنعدم وكل ما كان يتداول كان عن طريق الحفظ، لكن سنوات التسعينات غيرت الوضع وفتحت المجال أمام الجماهير الغفيرة للتعرف على اللون الأندلسي والدليل رصيدها الفني الذي يضم 21 ألبوما، حيث تعودت أن ترافق جمهورها في كل موسم بمنتوج فني جديد، آخرها الألبوم الجديد الذي قدمت منه مقاطع سهرة أول أمس بقاعة الموقار، حيث اختارت بالمناسبة نوبة في طبع الزيدان والعروبي بعنوان" عقل بهواك مضالي"، بالإضافة إلى قصيدتين قدمتهما لأول مرة هما" لمتا يهنا قلبي" و"أما سبا الحبايب" ، وودعت جمهور السهرة التي تزامنت وليلة ال27 من رمضان بمديح ديني بعنوان" بسم الله بديت أنزمم".