في المساء احتار الأسد في إيجاد صاحب الفعل، فقام بوضع قطعة فلين عند رأس كل واحد منهم ونام الجميع. في منتصف الليل أخذ الذئب يتألم من أوجاع بطنه الذي انتفخ جراء الكميات الكبيرة من اللحم التي التهمها، لكنه في المقابل خاف أن يفتضح أمره عند الأسد ملك الغابة، فقام وطرح فضلاته عند رأس الضبع، فما كان من الأسد إلا أن قام بقتل الضبع لأنه اعتقد أنه صاحب الفعلة. كما ذهبت حيوانات أخرى ضحية مكائد الذئب عند الأسد حتى بقي الاثنان فقط، الذئب والأسد، فقررا الرحيل من المنطقة بحثا عن غابة أكثر ثراء للصيد والعيش، وفي الطريق أراد الذئب أن يتخلص من الأسد، فقال له كيف يا ملك الغابة تمشي حافيا أمهلني حتى أصنع لك حذاء يليق بمقامك، فقام الذئب بصناعة حذاء من جلد الماعز وطلب من الأسد أن يعرض رجليه إلى الشمس حتى يجف الجلد ويكون الحذاء متينا. وفي النهاية صار الأسد عاجزا عن المشي، فهرب الذئب وتركه وحيدا، بينما الأسد في وضعه ذاك حتى جاء طائر الحجل، وقامت بمساعدة الأسد بجلب الماء بمنقارها وتليين الجلد بالماء وفكت رباطه. شكرها الأسد وذهب في أثر الذئب لمعاقبته، صادفه في الغابة يلتهم فريسة فمسكه من ذيله، لكن الذئب نط هاربا تاركا ذيله بين مخالب الأسد الذي قال له "لن تتمكن من الهرب طويلا صارت لك علامة مميزة لقد صرت بلا ذيل". احتار الذئب في كيفية الخروج من ورطته فقام بإحضار كل زملائه وأصدقاء الذئاب، وقام بربطهم عند شجرة تين ضخمة، وقال لهم أنتم استمتعوا بأكل التين وأنا أحرس عليكم وسأخبركم بقدوم الغولة، ولحظة أردد "كرمة حجوط طابت" عليكم بالقفز. وبينما الذئاب منهمكة في الاستمتاع بوجبة شهية من التين نادى فيهم الذئب "كرمة حجوط طابت"، فبدأت الذئاب تتقافز من فوق الكرمة حتى تركت كلها ذيولها على الأشجار فصارت كلها بلا ذيول، وهكذا لم يتمكن الأسد من معاقبة الذئب الذي بقي حرا طليقا بعد أن نحج في جعل كل الذئاب بلا ذيول.