ظهر ثلاثة مواطنين غربيين خطفوا في مالي ويحتجزهم تنظيم القاعدة منذ نحو تسعة أشهر، مساء أول أمس، في شريط مصور بثته قناة الجزيرة ودعوا فيه حكوماتهم إلى التدخل للإفراج عنهم. وفي الشريط، بدا الرهائن الثلاثة الذين قالت الجزيرة أنهم، البريطاني ستيفن مالكولم والجنوب إفريقي جوهان غوستافسون والسويدي جاك ريكجي، جالسين على بساط في الصحراء يحوط بهم مسلحون. وأوردت القناة القطرية التي لم تبث تسجيلا صوتيا رافق الشريط أن الرهائن طالبوا دولهم بإجراء ”مفاوضات سريعة وفاعلة” مع الخاطفين للإفراج عنهم. وخطف الثلاثة في نوفمبر 2011 في ”تمبكتو” فيما قتل ألماني رابع بعدما حاول مقاومة خاطفيه، في حين خطف فرنسيان في شمال مالي بعد يوم واحد. ووجه الرهائن الثلاثة نداء لخاطفيهم بضرورة الإفراج عنهم وعدم أخذهم بأخطاء غيرهم كما وجهوا نداء لحكوماتهم بالتحرك وتحريك مسار التفاوض مع الخاطفين حتى يتم الإفراج عنهم ويعودوا لذويهم وأهليهم سالمين. وقال الرهائن الغربيين المحتجزين لدى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ل”الجزيرة نت” إن أخطر وأصعب لحظة واجهوها كانت لحظة الاعتقال بأحد فنادق تمبكتو، حيث اقتيد الثلاثة واحدا بعد الآخر تحت تهديد السلاح إلى إحدى سيارات الدفع الرباعي وتم إرغامهم على الاضطجاع والأغلال في أيديهم ونقلوا إلى وجهة مجهولة في ظروف صعبة وتحت سرعة هائلة عبر طرق وعرة وشاقة. وأضاف الرهائن الثلاثة وهم الهولندي شاك ريجكي والسويدي جوهان جوستافسون والبريطاني الجنوب أفريقي ستيفن مالكولم أنهم يعاملون بعناية حسنة ورعاية تامة من عناصر التنظيم المشرفين على اعتقالهم بأماكن سرية من الصحراء الكبرى ضمن ما كان يعرف بشمالي مالي. وأضاف الرهائن الذين اختطفوا من فندق في مدينة تمبكتو بال25 من نوفمبر من العام الماضي أن معاملتهم بدأت تتحسن إثر وصولهم إلى مقر إقامتهم بعد أكثر من أربع وعشرين ساعة من السير المتواصل وأن الخاطفين تعهدوا لهم في تلك اللحظة بأنهم لن يؤذوهم أو يمسوهم بسوء، وأنهم سيقاسمونهم المأكل والمشرب والملبس وهو ما تعهدوا به وفق هؤلاء الرهائن. وأكد الرهائن أنهم بدؤوا يتكيفون ويتأقلمون مع أجواء الصحراء وما فيها من برد وحر ومطر وعواصف وتقلبات مناخية كما بدؤوا ينسجون علاقات صداقة مع بعض الخاطفين مع تأكيدهم على عوائق اللغة وحواجز الثقافة، حيث يجري التواصل غالبا بشيء من الإنجليزية وقليل من الفرنسية وبعض من الرسم على سطح ارض الصحراء.