صدر، مؤخرا، مؤلف جديد للكاتب الجزائري لزهر عقيبي يحمل عنوان "جدلية الفهم و التفسير في فلسفة بول ريكور"، العمل الصادر عن ثلاث دور نشر عربية هي منشورات الاختلاف الجزائرية، الأمان المغربية وضفاف، عبارة عن قراءة فلسفية لأعمال الفيلسوف الفرنسي بول ريكور التي وصفها ب"هرمينوطيقا"، حيث وصفها بالمثيرة للتناقض وأنها الفلسفة الغربية المعاصرة التي تعبر عن معضلاتها وتنازع تأويلاتها، كما استطاعت أن تكشف عن روح قلقة وارتيابية، فيها نقد كبير غير أنها تحمل الجرأة والشجاعة وصفة النضال من خلال ما تطرحه من تساؤلات سليمة وهادفة وفاحصة دون خوف أو مواربة انطلاقا من مقاييس التفلسف وبحكمة ونظر دقيق. كما اعتبر الكاتب لزهر أن فلسلفة بول ريكور ليست اعتباطية بل قائمة على بحث نقدي لمعطيات فلسفية قائم على ارث وأعمال الفلاسفة السابقين والمشهورين، وقال لزهر إنَ ريكور بدأ عمله من الفلسفة الوجودية والتأملية ومناقشة التحليل النفسي وعلماء الانثروبولوجيا وفلاسفة البنيوية والفلسفة التحليلية واستثمار أرسطو وأفلاطون وأغسطين واستدعاء ماركس وغيرهم من الفلاسفة، الذين أحدثوا ضجة بكتاباتهم ورأيهم وتحليلهم لأوضاع المجتمعات والنفس، حيث انتهى به المطاف إلى إيجاد نوع من العلوم هو "هيرمينوطيقا فلسفية" التي لا تتنكر لكل مكونات مسارها الفلسفي، كما تسعى إلى فهم الذات انطلاقا من وساطة الرموز والنصوص والثقافات بالإضافة إلى الأفعال الإنسانية، رغم أنها تعرض نفسها إلى أفق سياق أنثربولوجي يسوده البحث العام عن ماهية الإنسان. من جهة أخرى يريد الكاتب من خلال هذا البحث أن يسلط الضوء على جوهر تلك الفلسفة، والتي تعبر حسبه "جدلية الفهم والتفسير"، الذي يعتبر بمثابة المحور والأساس للجدل القائم حول وحدتها وتماسكها الداخلي وبالتالي فهو يبحث عن طبيعة العلاقة الناشئة بينهما أي بين الفهم والتفسير في فلسفة ريكور، ناهيك عن أهميتها وكيفية صنعها، دون أن نعزلها عن ثقافتنا العربية والإسلامية وكيف نتلقى فلسفة التأويل المبنية على جدل الفهم والتفسير.