دعت صحيفة ”فاينانشيال تايمز” البريطانية، حكام الشرق الأوسط، وخاصة دول ”الربيع العربي” مصر وتونس وليبيا، إلى تعقب المتشددين الدينيين. وقالت الصحيفة إن جماعات السلفيين الساعين إلى فرض رؤيتهم المتشددة للإسلام كقانون للبلاد، قد كشفوا عن ضعف الحكومات الجديدة، وربما تكون محاولاتهم هي التهديد الأكبر حتى الآن للتجربة الديمقراطية التى تمخضت من ثورات ”الربيع العربي”. تحدثت الصحيفة فى البداية عن التصريحات غير العادية التي أدلى بها الفقيه التونسي إياد بن عاشور، الذي يحظى باحترام وساعد الانتقال من حكم زين العابدين بن علي، والتي نشرتها إحدى الصحف الرسمية وقال فيها ”إننا نخاطر بديكتاتورية أسوأ من ديكتاتورية بن علي فقد أصبح المسجد، ليس كما ينبغي أن يكون مرادفا للصفاء والوداعة والتأمل، لكنه أصبح يعبر عن النشاط السياسي الأكثر ضراوة والعنف والكراهية والقبح”. وتابعت الصحيفة قائلة إن أتباع السلفيين في ليبيا قاموا بهدم أضرحة أثرية فى ليبيا ومواقع خاصة بالصوفيين، في شكل من أشكال العنف الطائفي الذي لم تتعامل معه حكومة طرابلس بعد بشكل كامل. وتشير فاينانشيال تايمز إلى أن السلفيين يركزون بشكل خاص على مضايقة النساء اللواتي يردن تأكيد حقوقهن وأصبحن أكثر جرأة في تعزيز أجندتهن الاجتماعية، وقاموا باقتحام اجتماع للنساء كان يناقش التطرف الإسلامي واعتقلوا بعض العضوات في مدينة بن غازي بليبيا. وتؤكد الصحيفة على أن الحكومات الإسلامية المعتدلة نسبيا في القاهرةوطرابلسوتونس تشعر بالقلق من أن تضييق الخناق على السلفيين قد ينفر الدوائر الانتخابية الحاسمة. فتلك الحكومات التي لا تزال غير قادرة على توفير الوظائف والأمن، ربما تحاول إرضاء قواعدها السياسية بالانحياز لصالحهم في الحروب الثقافية. ولا تزال القوى الليبرالية تعتبر أن الثورة قد سرقت ويعتقد أن حزب ”النهضة” استغل الفرصة السانحة للاستيلاء على السلطة. وقالت إحدى ناشطات حركة حقوق المرأة، وهي معلمة للغة الفرنسية، أن حزب ”النهضة” يريدالسيطرة على جهاز بن علي وبعد تحقيق ذلك يتمتع بجميع ”الامتيازات” التي تمتع بها ممثلو النظام السابق. وبموجب هذا المنطق فإن حزب ”النهضة” يعمل بنشاط وبدون ضجة بوضع ممثلي الحزب في مناصب الوزراء والمحافظين. وقام، أمس، متشددون بمهاجمة فندق في مدينة سيدي بوزيد وأتلفوا محتوياته احتجاجا على تقديمه الكحول ونقلت وسائل الإعلام التونسية عن صاحب الفندق قوله إن حوالي 100 سلفي قاموا بمهاجمة الفندق وتحطيمه وأتلفوا الأثاث وأضاف أن سلفيين كان هددوه في وقت سابق وطلبوا منه التوقف عن تقديم الكحول، وتعتقد الشريحة الليبرالية من المجتمع التونسي أن هدف حزب ”النهضة” ليس إجراء الإصلاحات الديمقراطية ومكافحة الفساد بل تثبيت أركان السلطة بهدف أسلمة تونس. ولهذا السبب فإن الاهتمام الرئيسي لحزب ”النهضة” ينصب على إعداد دستور جديد ذي توجهات إسلامية. وانطلاقا من هذا فإن حزب ”النهضة” يحاول تقييد الحريات الديمقراطية مما يذكرنا بممارسات النظام السابق.