أقدم سلفيون تونسيون اليوم على حرق مقر للشرطة في منطقة جندوبة الواقعة شمالي العاصمة تونس. وهاجمت مجموعات من الشبان المحسوبين على التيار السلفي مركزا أمنيا وفندقا سياحيا بمدينة جندوبة شمالي غرب البلاد، كما قام المهاجمون بحرق عدد من المحلات التجارية والحانات والمطاعم التي تقدم مشروبات كحولية. وحسب مصدر امني تأتي هذه الأحداث على خلفية إلقاء اعوان الامن بجندوبة فجر اليوم السبت على ثلاثة عناصر مطلوبة بسبب تورطها في أعمال عنف في الجهة وقد استخدمت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المهاجمين. ووجهت مجموعة من السلفيين في وقت سابق تحذيرا لعدد من أصحاب الحانات طالبين منهم إغلاقها بتعلة الأشهر الحرام، وقد امتثل عدد منهم فيما رفض البعض الاخر، وهي المرة الثانية التي تقدم فيها مجموعات سلفية في تونس على مهاجمة محلات مماثلة بعد ان اقدمت الاسبوع الماضي على غلق محلات بيع الكحول في مدينة سيدي بوزيد وسط البلاد .وللمرة الثانية خلال أسبوع يهاجم سلفيون حانات في مدن تونسية في أكبر تحد لقدرة الحكومة التي تعهدت بالتصدي لهذه التجاوزات. وقال شهود عيان ومصادر أمنية، اليوم السبت، إن مواجهات تجري بين قوات الشرطة ومئات المتشددين الإسلاميين الذين هاجموا حانات ومقرات أمنية في مدينة جندوبة. وقال شهود في جندوبة إن الشرطة ألقت قنابل مسيلة للدموع على حوالي 500 من السلفيين وتطاردهم في المدينة. وقال لطفي الحيدوري وهو مسؤول إعلامي بوزارة الداخلية إن مئات السلفيين هاجموا مقر منطقة الأمن ورشقوها بالحجارة وقنابل المولوتوف قبل أن يتم تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع. وأضاف الحيدوري "هم متجمعون وسط المدينة ويجري التعامل معهم"، مشددا على أن قوات الشرطة تتواجد أمام الإدارات ومراكز الأمن والمتاجر والحانات لحمايتها من هجمات ثانية للسلفيين. وقالت شاهدة طلبت عدم نشر اسمها خوفا من رد فعل السلفيين، "السلفيون مسلحون بسكاكين ومولوتوف وحجارة وملثمون.. لقد هاجموا حانات المدينة وأتلفوا محتوياتها قبل أن يحرقوا مقرا للشرطة العدلية". ومضت تقول إن "الأمن فرقهم بالقنابل المسيلة للدموع والمدينة في حالة فزع وخوف بسبب هذه المواجهات، فأعدادهم تصل إلى 500 شخص، لقد بثوا الرعب في المدينة".