يحاول كتاب "أربعة شهور في قفص الحكومة"، لمؤلفه الدكتور حازم الببلاوي، أن يحيط بكامل قصص ومشاهدات ومعايشات المؤلف خلال توليه مهامه كنائب لرئيس الوزراء ووزير المالية المصري السابق، من منتصف يوليو إلى منتصف نوفمبر عام 2011. ويؤكد الببلاوي أن تقديره للموقف، عند تسلّم منصبه، تضمن أهمية توفير قدر من الوضوح حول شكل النظام السياسي القادم، وهذا أمر ضروري لاستعادة الاستقرار الاقتصادي، فلا يكفي توفير الأمن والاستقرار في الحاضر إذا كان المستقبل ملغماً بالغموض، فالاقتصاد هو التعامل مع المستقبل، ما لم يك هذا المستقبل واضحاً وقابلاً للتخمين، فالغالب أن تتوقف القرارات الاقتصادية إلى حين وضوح الصورة، لأن الاستثمار يستطيع أن يتعايش مع شتى الظروف، باستثناء عدم اليقين. كما يشير المؤلف إلى أنه حرص على ضرورة حماية الاقتصاد الوطني من آثار المستجدات التي طرأت على الساحة، وترتب عليها التهديد باختناق الاقتصاد نتيجة لجفاف بعض الموارد المالية، مثل: إيرادات السياحة أو عزوف الاستثمارات الخارجية، هجرة التوظيفات المالية في الأسواق المالية، الضغوط المالية الجديدة على الخزانة مع الزيادات في المرتبات والمعاشات، الاستجابة إلى العديد من المطالب الفئوية. ومن أهم القضايا التي يثيرها الببلاوي في كتابه، دعم السلع البترولية، إذ يمثل أكثر من 60 بالمائة من حجم الدعم في الموازنة. لذا فإن ترشيده يمكن أن يساعد على تحقيق نتائج أوضح وأسرع، فيما يتعلق بعجز الموازنة. ويؤكد أن إحدى أهم مشكلات دعم المواد البترولية، تسرُّب هذا الدعم إلى غير المحتاجين، فهناك دعم لصناعات تبيع إنتاجها في السوق بالأسعار العالمية، وتتمتع مع ذلك بالدعم، كذلك فإن الوقود يفيد الغني كما الفقير. ويقدم الببلاوي شهادته عن حكومة الدكتور عصام شرف، مؤكداً أن بعض أعضائها، كان على أعلى درجة من الكفاءة الفنية والإخلاص الوطني، والاستعداد للبذل والعطاء. ويروي المؤلف أنه بعد أن قدمت حكومة عصام شرف استقالتها، عرض عليه الفريق سامي عنان، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن يقوم هو بتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكداً له أنه يعد من الذين يحظون باحترام كبير، وأنه شخصية مقبولة، وعلى دراية بالملف الاقتصادي، وله علاقات طيبة مع الأوساط المالية الدولية والأجنبية. يمثل الكتاب حكايات ومعايشات، يسجلها ويسردها الدكتور حازم الببلاوي نائب رئيس الوزراء ووزير المالية المصري السابق، مقدماً فيها، بعض ملامح تجربته في حكومة مصر، خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها المسؤولية الوزارية، وبالتحديد من منتصف يوليو إلى منتصف نوفمبر عام 2011. ويشير إلى أنه لم يك هدفه من ذلك، تبرير ما فعله أوما لم يفعله، بقدر ما اهتم بتفسير وشرح الأسباب التي دفعته إلى الاهتمام بأمور محددة، على حساب أخرى غيرها. وهو لا يقدم - في الكتاب - اعتذاراً، كما لا يبحث عن شكر أو تقدير.