يستعد، خلال الفترة الحالية، الفنان نزار البرناوي لإطلاق عمله الفني الجديد الذي يهدف من خلاله إلى تكريم الموسيقى الجزائرية التي تتنوع بين المالوف والحوزي والشعبي وكذا الغرناطي، وغيرها من الطبوع الراسخة في التراث والثقافة الجزائرية على أمل إطلاقه بداية السنة القادمة. قال الفنان نزار البرناوي، في حديثه أول أمس ل”الفجر”، إنّه يحضر حاليا رفقة بعض الأصدقاء الذين كتبوا له ثلة من الأغاني لإنتاج ألبوم دخل مرحلة التصميم النهائي، على أن يتم إطلاقه مطلع السنة المقبلة بعد إيجاد موزعين ومنتجين لهذا المولود الفني. ونوه المتحدث نزار أنّه تأخر في إطلاقه في الموعد المحدد نتيجة ارتباطه ببعض الأمور الشخصية التي لم تسمح له أن يكمل ما بدأه وكذا انشغال المنتجين والموزعين بأعمال أخرى. وعن العمل كشف أنّه يحمل عنوان “الهوية” بعد أن اختار له سابقا اسم “دور يا زمان”، والذي يراه لا يلائم محتوى الأغاني التي تهدف إلى تكريم الموسيقى الجزائرية بصفة عامة وبمختلف ما تحمله من تنوع وثراء. وحسبما صرّح به الفنان، فإن الألبوم الذي لحن كلماته هو وكتب أغانيه، يضم مجموعة متنوعة تعالج عديد المواضيع الاجتماعية والظواهر الحاصلة للفرد الجزائري بشيء من التحسيسس والنقد في نفس الوقت، على غرار أغنية “دور يا زمان هاذ الليلة”، التي تتطرق إلى صعوبة الحياة وظروف المعيشة القاسية التي يعاني منها الناس على جميع الأصعدة، وكذا “شحال شحال“.. أغنية عاطفية تصور هموم الحب وواقع العلاقات العاطفية لشبان وشابات هذا العصر، بالإضافة إلى “مُحال”، إلى جانب عناوين أخرى تعبر بصراحة عن التراث الجزائري، جسدت من قبل نزار البرناوي في طبوع مختلفة منها الصحراوي، الحوزي، والطابع الغرناطي الذي تتميز به منطقة الزيبان بسكرة، بالإضافة إلى الغناوي وموسيقى الديوان. وأشار المتحدث إلى أن معظمها لا يندرج في إطار الموسيقى الخفيفة الحماسية التي تقوم على الرقص والإيقاع، بل يسعى من خلالها إلى إبراز الكلمة الهادفة والمواضيع المعالجة لإشكالية معينة. ولم يخف محدثنا عدم اتفاقه لحد الآن مع أي منتج أو موزع موسيقي من أجل الشروع في عملية تسجيل الأغاني، رغم وجود بعض الأسماء التي لم يختر واحدا منها بعد، بينما ألّح على ضرورة إصدار عمل محترف ومميز يناسب أذواق الجمهور المختلفة.