تقع بلدية جلال جنوب الولاية خنشلة على بعد 75 كلم من مقر عاصمة الولاية على الطريق الوطني رقم 83، كما تطل قرية جلال التاريخية بموقعها الاستراتيجي، على مشارف قمة جبلية صخرية وبتعداد سكني يفوق ثلاثة آلاف نسمة، وموقعها الجغرافي على مشارف ولاية الزيبان بسكرة جعل منها قلادة في عنق عذراء لم تزف بعد، حيث تضم بلدية جلال العديد من القرى، من أبرزها تيزينت تاممايت، آيت بلقاسم والفيض الأبيض. المناطق المذكورة هجرها معظم سكانها للتحول إلى أطلال حقيقية، بسبب ندرة المياه الباطنية والجوفية، ما جعلها بلدية يعاني سكانها العطش رغم عذوبة المنبع الجبلي الوحيد المتواجد منذ مئات السنين. فإلى عهد قريب كانت جلال تشكو العزلة والتهميش بسبب اهتراء الطريق الوحيد المؤدي إليها، والذي يعرف بضيقه ويمتاز بكثرة المنعرجات به، ما جعله يشكل خطورة كبيرة على مستعمليه من أصحاب المركبات من سيارات وشاحنات، خاصة السائقين الغرباء عن المدينة الذين لا يعرفون المنطقة جيدا، إلا أن السلطات المحلية منذ سنوات خصصت مبالغ جد معتبرة لتجديد الطريق وتوسيعه باعتبار المنطقة شريان الولاية من الجهة الجنوبية، خاصة مصادرها الفلاحية التي تمول الكثير من ولايات الوطن بالخضروات إلى جانب ربط المنطقة جلال بمختلف المؤسسات العمومية، والخاصة والبلديات الأخرى، وهو ما استحسنه سكان المنطقة وكل الذين يستعملون أو يعبرون هذا الطريق عن ارتياحهم لهذا الإنجاز. الطريق الوحيد يعتبر بوابة الصحراء سكان منطقة جلال أكدوا أن هذا الطريق يعتبر همزة وصل بين المناطق الشمالية والجنوبية، إضافة إلى احتلال بلدية جلال أيضا لبوابة الصحراء الكبرى بولاية خنشلة، وعن طريقها المنطقة الجنوبية نظرا لاختيار الفلاحين والمستثمرين هذا الطريق للاستغلال والاستعمال، من وإلى البلديات خلال تنقلاتهم. إلى جانب ذلك فقد تم الانتهاء وإيصال شبكة الغاز الطبيعي لكل العائلات القاطنة بجلال رغم التضاريس الصعبة والتضاريس الصخرية الجبلية، انطلاقا من مقر الدائرة ششار على بعد حوالي 15 كلم، والذي تم استغلاله السنة الماضية، في انتظار ربط التجمعات السكنية بقنوات المياه الصالحة للشرب بعد الانتهاء من مشروع تزويدهم بالماء من سد بابار، المشروع الذي أكد بشأنه والي الولاية الذي كانت له فرصة معاينة أوضاع سكان جلال في الكثير من المرات، حيث طالبت العائلات بإيجاد حل نهائي لأزمة المياه التي يعانونها منذ عدة سنوات بصعوبة إيجاد الماء الصالح للشرب نظرا لصعوبة المنطقة باعتبارها صخرية وافتقادها للمياه الجوفية. وفي سياق آخر، استفاد المئات من السكان من حصص البناء الريفي على أن يتم تلبية كل الطلبات قصد تمكين المواطنين من الاستفادة من هذا البرنامج وتحسين ظروف إقامتهم، وإقامة مرافق أخرى ضرورية تمكنهم من الاستقرار والتفرغ إلى خدمة الأرض والفلاحة بصفة عامة، بعد التوجهات الجديدة لسكان المنطقة الجنوبية في الاستثمار الفلاحي سواء باستغلال المساحات الفلاحية، أوبتربية المواشي أو النحل الذي تشتهر به منطقة جلال. آثار رومانية مهملة.. وفي مجال السياحة تزخر بلدية جلال بمناظر سياحية قل مثيلها في باقي مناطق الوطن، ومواقع أثرية رومانية وأخرى ترجع بحسب الكتابات والنقوش التي عثر عليها إلى عصور ما قبل التاريخ، وهي بحاجة إلى إجراء أبحاث وحفريات عن الكنوز المغمورة تحت الأرض. كما تشكل الوديان المحاطة بالجبال الصخرية ذات الطبقات التي شيدت على قممها مساكن بني عمران وبن عشي مناظر بديعة تستهوي الزوار من كل أنحاء الوطن، لاسيما المغتربين الذين كثيرا ما يفضلون قضاء عطلهم الصيفية بهذه القرية الصخرية العتيقة التي تشد إليها الأفئدة، ويفتخر بها بني عمران كمنطقة صمدت ولاتزال أمام الشدائد و رغم قسوة الطبيعة العديد. سكان جلال، من خلال حديثنا معهم، يطالبون السلطات المحلية والمنتخبين بالعمل وبذل المزيد من الاهتمام بهم وتشجيعهم على إنشاء وحدات صناعية ومؤسسات مصغرة في الحرف التقليدية، كالزرابي وغزل الصوف وكذا تكثيف التشجير بالمنطقة التي لاتزال جبالها جرداء. كما طالبوا بتسوية العقار الفلاحي وإنشاء محيطات لتطوير المجال الفلاحي وغرس الأشجار المثمرة وتربية النحل، حيث تتميز المنطقة بجودة عسلها ولحم ماشيتها باعتبار جبال المنطقة تكسوها نبتة الشيح وأعشاب طبية مميزة، مطالب يعتبرها رئيس المجلس الشعبي البلدي معقولة، والبلدية تسعى منذ سنوات لتحسين أوضاع الفلاحة والفلاحين وتحقيق فقزة في التنمية بصفة عامة، مبرزا أن وصول الغاز الطبيعي إلى مناطق جبلية في البلدية يعتبر في حد ذاته تحديا.