وصف تكتل الجزائر الخضراء برنامج الحكومة الجديدة التي يقودها التكنوقراط عبد المالك سلال، ويعرضها نهار اليوم على البرلمان بالمستنسخ عن برنامج 2009 الذي لم يأت بحلول واقعية لمشاكل الجزائريين، حيث اكتفى بلغة الإنشاء دون تقديم الأرقام. طالب تكتل الجزائر الخضراء، أمس، خلال يوم دراسي نظمته كتلته البرلمانية حول مخطط عمل الحكومة، الوزير الأول، عبد المالك سلال بضرورة مراجعة أولويات حكومته وفق ما تقتضيه معطيات الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي اليوم، خاصة وأن البرنامج تجاهل التغيير الذي يبحث عنه الجزائري، وتجاهل متطلباتهم، خاصة وأنه لم يكرس حياد الإدارة في المحليات، كما تطالب الطبقة السياسية التي ذاقت ويلات التزوير خلال تشريعيات 10 ماي الفارط، على حد تعبيره. وأكد رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، خلال مداخلته، أن برنامج الحكومة الجدية بعيد عن البرنامج الخماسي لرئيس الجمهورية، ”هناك فجوة بينه وبين برنامج الرئيس الذي ركز على ترقية المصالحة لوطنية وتحسين الإطار المعيشي للساكنة”، متسائلا في ذات السياق عن الإطار السياسي الذي يحدد أولويات البرنامج الحكومة، التي تنتظرها تحديات كبيرة، ”إننا نعيش وكأننا في حكومة تصريف أعمال” منتقدا في ذات السياق ميزانية التسيير، التي يقول بشأنها ذات المتحدث، أنها ”أضخم من ميزان التجهيز”، ما يدل حسبه، على وجود اختلال في المنظومة المالية. واتهم سلطاني سلال باستنساخ برنامج حكومته من برنامج 2009 مع إضفاء بعض عمليات التجميل، كالتخفيضات الإيجابية، التي تخفي كل معالم البرنامج القديم. من جهته ركز الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، على الجانب السياسي في برنامج الحكومة الجدية، مؤكدا أن الأخير يفتقد لضمانات تسيير انتخابات نزيهة وشفافة في المحليات القادمة، مضيفا أن البرنامج جاء خاليا من الأرقام، وغلب عليه الطابع الإنشائي مشككا في قدرة حكومة سلال على التصدي لتقليص حجم البطالة ورفع القدرة الشرائية والقضاء على الفساد وتحسين الخدمة الصحية. ودافع الرجل الأول في النهضة عن خيار مشاركة التكتل في المحليات المرتقبة نهاية شهر نوفمبر المقبل، بالتأكيد على أنها ”تكريس لثقافة المقاومة السياسية حتى تعود الكلمة للشعب، لاسترداد حقوقه، ومواجهة مخطط تمييع الحياة السياسية”. وحرص من جهته الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، حملاوي عكوشي، على التأكيد أن ”تكتل الجزائر الخضراء باق”، مفندا كل الشائعات بوجود خلافات حول الشركاء الثلاثة، معيبا على الحكومة تأخر تشكيلها وقدرتها على مواجهة مطالب الجبهة الاجتماعية.