"البرلمان الحالي منبثق عن التزوير ومشاركتنا فيه تكتيكية" يؤكد، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة القوى الاشتراكية، أحمد بطاطاش، أن العهدة البرلمانية للأفافاس لسنة 1997 أيام عهدة الرئيس زروال، كانت أثرى بكثير من العهدة الحالية، بسبب تراجع مناخ الحريات، ويؤكد أن الحزب يعمل على مشروع إعادة النظر في النظام الداخلي للبرلمان حتى يكون جوهره رفع الضغط الذي تمارسه الأغلبية على الأقلية، وينفي انخراط الحزب في مهمة تعديل الدستور لأن بدايته خاطئة، كما يستبعد أن تكون جماعة المنشقين عن الأفافاس تأثير على القاعدة ويعتبرها مجرد مناولة والدليل برمجة المؤتمر الخامس للحزب بداية سنة 2013. الفجر: كثر الحديث عن هزالة البرلمان الحالي، وبرزت أكثر فكرة إعادة تنظيم القانون الداخلي للبرلمان، فماذا تقترحون في هذا الصدد؟ أحمد بطاطاش: نحن لا نعترف بهذا البرلمان لأنه منبثق عن تزوير، كما أن غياب المناخ العام لممارسة الحريات والحقوق، يجعل من البرلمان كغيره لا يمثل الإرادة الشعبية، وبالتالي لا يمكن أن يؤد أي فعالية كغيره من السلطات الأخرى وفي مقدمتها السلطة القضائية، والدليل ما قاله الوزير الجديد للعدل مؤخرا، وعلى هذا الأساس فإن مشاركتنا تكتيكية. ما دمتم غير مقتنعين بالبرلمان الحالي لماذا المشاركة إذا؟ مشاركتنا هي مشاركة تكتيكية وأساس وجودنا هو ليس العمل البرلماني والدخول في منطق السلطة، التي تأتي بالمشاريع القوانين ونناقشها، هدفنا خلق ديناميكية سياسية ومن أجل تغيير سلمي هادف في الجزائر بعيدا عن العنف وإراقة الدماء. دخولكم في البرلمان إلى حد الآن مرت عليه فترة وجيزة، لكن مع ذلك ربما تكفي لتقييم مشاركة الأفافاس في سنة 1997 والآن ، فكيف تقدرون الأمر؟ هناك اختلاف كبير بين العهدين، الآن السلطة نائمة والدليل أن مجلس الوزراء لم يجتمع لمدة سبعة أشهر، كما أن البرلمان دخل في عطلة منذ البداية، كان من المفروض أن يقوم بدوره التشريعي، وهذا على الرغم من وجود إمكانية التمديد، طبقا للدستور الجزائري، ولحد الآن لم يعط البرلمان الحالي أية مؤشرات إيجابية. وعلى الرغم من التزوير الفاضح الذي حدث سنة1997، بصعود الأرندي، غير أن مجال الحريات والحقوق كان أفضل بكثير مما هو عليه الآن، وهذا ليس إشادة بعهدة الرئيس اليمين زروال، ولكن هذه هي الحقيقة التي لمسناها خلال مشاركتنا آنذاك، خاصة ما بين سنة 1997 و1999، الآن التراجع رهيب ومخيف في جميع المجالات من حرية التعبير التظاهر النشاط السياسي وغيرها، وهذا ينبئ بخطر حقيقي. وعلى مستوى الأفافاس بماذا تقومون في الشق البرلماني؟ نصبنا لجنة لإعادة تعديل النظام الداخلي للبرلمان بشكل يعيد الاعتبار للعمل البرلماني، ومن أبرز النقاط أيضا وضع أدوات وآليات ترفع الضغط الذي تتعرض له الأقلية في البرلمان من طرف الأغلبية الديكتاتورية، فنحن نركز على الكثير من الحريات وإعطاء مساواة بين الأحزاب. نحن اخترنا أن تكون لنا أجندة مستقلة، ونصبنا مجموعة عمل تركز كثيرا على العمل الجواري مع المواطن وقمنا في هذا الصدد بفتح مداومات للنواب بالعديدة من الولايات. ونصبنا لجنة عمل لتعديل النظام الداخلي للبرلمان، وأخرى حول صندوق ضبط الإيرادات، ولجان مماثلة تعني بملف المفقودين، بالإضافة إلى ملفات نراها أساسية كملفات التربية، الصحة والعدالة. ستحال، عدة مشاريع على قبة البرلمان، مع مقاطعة الآرسيدي، ووجود معارضة منحصرة في الأحزاب الإسلامية، وحزب العمال، الذي لا تعتبرونه حزبا معارضا بكل المقاييس، فكيف ستنسقون الجهود في إطار العمل البرلماني؟ من بين الأحزاب التي سننسق معها في الشأن البرلماني، هم حزب العمال وحتى الأحزاب الإسلامية التي لا نتفق معها في المرجعيات الفكرية يمكن أن نتعاون معها، وأقول ننسق وليس نتحالف، الآن التحالف أكبر بكثير من العمل البرلماني، وسبب خطتنا في تنسيق الجهود مع تلك الأحزاب هو الحرص على مصلحة المواطن. هل لديكم خطة عمل حول قضية تعديل الدستور؟ الإصلاحات السياسية التي أتي بها رئيس الجمهورية، لم تأت بأية نتيجة في تقديرنا وكان مصيرها الفشل، كما أن مشروع الدستور لن يكرس طموحات الشعب، نحن نؤكد على وضع دستور عبر مجلس تأسيسي سيد. هل يعني أنكم تلمحون بمقاطعة أشغال المناقشة؟ لا، لم نقرر بعد ما هي صيغة الرد، لكننا متفقين على رفض الفكرة والمبدأ مهما كان نوع الدستور المقبل، لأن بداية وضعه خاطئة من الأساس، ومشاركتنا ستكون في هذا الاتجاه ونحن لا نعترف به. ما هو تأثير جماعة بوهادف والأمناء السابقون للحزب على القاعدة ونحن على مقربة من تنظيم الإنتخابات المحلية، سيما وأن أغلبيتهم من منطقة القبائل التي هي أهم وعاء انتخابي لكم؟ الأشخاص الذين ذكرتهم قد استقالوا من الأفافاس، منذ أكثر من سبعة سنوات، كما أن بعضهم أقيل بمصادقة المناضلين وهم الآن بصدد تشكيل حزب، أنا أعتبرهم جماعة ”مناولة” خلقتها السلطة لا أكثر. كنا سنعقد المؤتمر الخامس للحزب في سنة 2012 لولا الإنتخابات المحلية التي نهتم بها كثيرا، والدليل أننا انتهينا من عقد المؤتمرات بالولايات الداخلية وبقى شيء قليل بالولايات الوسط الأسبوع القادم.