أعلنت قيادة جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس) أمس، عن عقد دورة عادية لمجلسها الوطني يومي الجمعة والسبت، في موعد يقرأه مراقبون على رغبة حزب الدا حسين لترتيب أوضاع البيت الداخلي للتشكيلة بعد الهزات التي عرفتها بعد التشريعيات الأخيرة. وإذا كانت قيادات القوى الاشتراكية، أشارت إلى وجود تلاحم وسط مناضلي ومنتخبي الأفافاس، إلاّ أنّ العارفين بما يدور في كواليس الحزب يشككون في ذلك، بعد انتفاضة أمناء سابقين، وإقدام السكرتير الأول علي العسكري على تجميد عضوية سلفه «كريم طابو»، وإيقاف كل نشاط له باسم الحزب على كافة المستويات كإجراء تحفظي، ردا على سلوكات ومواقف صدرت عن طابو ضد الحزب في الآونة الأخيرة. ويُرتقب أن يشهد لقاء الجمعة، كشف حسين آيت أحمد زعيم الأفافاس عن مواقفه من المتغيرات الأخيرة، غداة إقرار عدم المشاركة في هياكل البرلمان بناء على قناعة الحزب بأن الانتخابات شابها «تزوير كبير»، وأنها لا تعبر عن الإرادة الشعبية الحقيقية، معتبرا البرلمان الحالي مجرد منبر للتواصل مع المواطنين ومع الرأي العام، من أجل وضعهم في صورة الأوضاع الحقيقية التي تمر بها البلاد. وسبق لأحمد بطاطاش رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة القوى الاشتراكية، أن شدّد ل»السلام» قبل أيام، رفض الأفافاس التجاوب مع تحركات حزبية في البرلمان لإحياء مطلب تجريم الاستعمار، قائلا إنّ كتلة الحزب داخل البرلمان متلاحمة وراء القيادة الشرعية للحزب، نافيا أن تكون هناك انشقاقات في صفوف الكتلة بعد الأزمة الأخيرة التي مر بها الأفافاس وخروج قيادات بارزة وانتقادها علنا قرارات قيادة الحزب. ونأى بطاطاش بحزبه عن أي مشاركة في مشروع تجريم الاستعمار الذي تنوي بعض الأحزاب طرحه في البرلمان، مؤكدا أنّ الأحزاب التي ترفع لواء تجريم الاستعمار تستغل هذه القضية لأغراض سياسوية ضيقة، ولها أجندات خاصة تختلف مع توجهات الحزب ومبادئه، مشيرا أن هذه الأحزاب غير مستقلة وأن طرحها غير ذي جدوى في الوقت الراهن. من جهة أخرى، أكد بطاطاش أن الكتلة البرلمانية لم تحدد برنامج عمل النواب في البرلمان بعد، وأن أولويات الحزب هي التصدي للفساد، لافتا إلى أن مهام البرلماني عند الأفافاس لا تقتصر على العمل داخل قبة البرلمان فحسب، بل تتعداه إلى خارج البرلمان من أجل تنظيم المواطنين في سبيل التغيير الحقيقي المنشود. وحول إمكانية التنسيق مع أحزاب أخرى داخل البرلمان، أشار بطاطاش أنه لا يستبعد إجراء تنسيق مع أحزاب سياسية حول قضايا معينة تتشارك فيها وجهات النظر، بيد أن التنسيق غير مطروح في الوقت الراهن لأنه لا توجد أحزاب على الساحة السياسية تقاسمنا نفس القناعات التي نؤمن بها على حد وصفه.