اعتصم، أمس، عشرات الآلاف من الشباب العاملين في إطار عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية أمام مقرات أغلب ولايات الوطن، مطالبين السلطات العليا في البلاد تمكينهم من الحصول مناصب عمل دائمة، وإنهاء صيغة التعاقد التي يعملون بها حاليا. أوضح عضو المكتب الوطني للجنة الوطنية لعقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية ”السناباب”، ”مجاهدين سفيان” في اتصال هاتفي مع ”الفجر”، أن العديد من الشباب المنتمين لهذه الفئة خرجوا، أمس، في أغلب ولايات الوطن في وقفات احتجاجية تطالب الحكومة بالتدخل العاجل لإنصاف 600 ألف متعاقد وإصدار قرار إدماجهم، لوضع حد لمعاناة هؤلاء العاملين في أكثر من 36 قطاعا عرفوا فيها ”الاستغلال، الاضطهاد والتمييز”، بسبب مزاولتهم لعملهم في ظروف سيئة جراء ”الاستعباد والاستغلال المطبق من بعض المسؤولين”، مقابل أجور جد زهيدة لا تتجاوز 15 ألف دج في أحسن أحوالها وبعقد عمل لا يتجاوز 3سنوات. وأضاف مجاهدين، أن مسؤولي الولايات استقبلوا المحتجين وتسلموا عريضة مطالبهم، واعدين هؤلاء الشباب بتبليغ السلطات العليا بلائحة مطالبهم، لكن دون تقديم أجندة زمنية للإستجابة لهاته المطالب ”المشروعة”. وأشار محدثنا، أنه على العكس الوقفات السابقة فقد تعاملت عناصر الأمن بروية وهدوء مع المحتجين، حيث لم تسجل أي مواجهات أو مشادات بين الجانبين. وبخصوص احتجاج الجزائر العاصمة، أوضح ”مجاهدين سفيان” أنه تأجل إلى موعد لاحق، وسينظر فيه خلال اجتماع المكتب الوطني الذي سينعقد في غضون هذا الأسبوع بعد مناقشة التقارير الخاصة بالوقفات الاحتجاجية لنهار اليوم، وكذا ردود السلطات العمومية معها. وتطالب هاته الفئة الممثلة ل 600 ألف شاب بإدماج كافة عمال عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية الحاملين للشهادات في مناصب عمل دائمة دون قيد أو شرط، وإعادة المفصولين إلى مناصب عملهم فورا، وكذا تجميد مسابقات الوظيف العمومي إلى غاية تسوية وضعية هذه الفئة، فتح باب الحوار، حق التقاعد، إلغاء سياسة العمل الهش وتخصيص منحة للشباب العاطلين عن العمل الحاملين للشهادات إلى غاية حصولهم على مناصب عمل دائمة. وخرج، أمس، المستفيدون من عقود ما قبل التشغيل في حركة احتجاجية أمام مقر ولاية تيزي وزو، مطالبين بإنهاء مسلسل ”العبث الذي يلاحق مسارهم المهني في ظل الاستغلال الفاحش لهذه الطاقات الشابة الحاملة لشهادات عليا في شتى التخصصات”. وقال عدد من المحتجين ل ” الفجر” إنه بات من الضروري إيفاد لجنة تحقيق لتقصي الظروف التي يتم فيها ”استغلال أصحاب عقود ما قبل التشغيل الذين أصبحوا بمثابة لعبة بين أياد خفية”، مؤكدين أن الجهات الوصية على المستوى المركزي بما فيها الوزارة الوصية والحكومة مدعوة للتدخل قبل انفلات الأمور، لاسيما وأن مطالب المحتجين تصب في خانة دعوتهم إلى وجوب ترسيمهم في مناصب دائمة بعد أزيد من 7 سنوات قضاها العديد منهم في المنصب ذاته، متسائلين عن مستقبلهم المهني في مثل هذه الظروف التي لا تسمح لهم أصلا التفكير في التقاعد على غرار العمال الآخرين.