علمت”الفجر”، من مصادر مقربة من الشاعر العربي سعدي يوسف، الذي كان في زيارة للجزائر بدعوة من وزارة الثقافة ممثلة في الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، من أجل تنشيط أمسية شعرية في إطار فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب في دورته ال 17 والتي انقضت منذ أسبوع، قد غادر الجزائر غاضبا بسبب ما وصفه ب ”التصرفات اللامسؤولة للقائمين على وزارة الثقافة والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي”. وقالت ذات المصادر، أنّ المبررات التي قدمها المكلفون بالإعلام في الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي لوسائل الإعلام الوطنية، عن أسباب عدم تنشيط الشاعر العراقي سعدي يوسف، لأمسيته الشعرية في اليوم الأخير من البرنامج الأدبي ل ”AARC”، والمتمثلة في كونه رفض أنّ تقدم ندوته في ال 28 من سبتمبر بدل ال 29 منه أي يوم قبل التاريخ الفعلي للندوة، دون أن يتم الإشارة للحدث في وسائل الإعلام الوطنية أو في الواجهة المخصصة للنشاط بالمركز الذي أنشأته الوكالة بسيلا 17، وأن الشاعر انتبه لعدم وجود ما يدل على ذلك التغيير في لائحة الإعلانات، وأنه رفض تنشيط الأمسية في ذلك الفضاء لكونه لا يصلح لتقديم ندوات أو أمسيات بسبب توافد الزوار عليه، لا أساس له من الصحة، بل أنّ سعدي رفض منذ البداية تنشيط ذلك اللقاء لأن القائمين على البرمجة في AARC رفضوا استقبال الشاعر وتركوه في الفندق ليومين كاملين دون أن يسألوا عنه، في الوقت الذي كان فيه عدد آخر من المدعوين أقل مكانة منه في الوسط الأدبي العربي يحظون باهتمام القائمين على البرنامج الأدبي للوكالة. ولا تعد هذه الأزمة التي حدثت للشاعر سعدي يوسف، الأولى من نوعها التي صادفت القائمين على”آرك”، بل كان البرنامج الأدبي الخاص بهم مزدحم للغاية وغالبيته مستنسخ من تجارب سابقة سواء من البرنامج الأدبي الخاص بمعرض الكتاب، مهرجان الأدب وكتاب الشباب وغيرها من النشاطات السابقة للوكالة، وهو ما يؤكد أن الأشخاص الذين استعانت بهم الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي في إعداد البرنامج العام للمعرض لم يكونوا في مستوى تطلعات وزيرة الثقافة خليدة تومي، التي كانت تراهن على معرض الكتاب لتدشين برنامجها الثقافي الجديد في ثالث عهدة وزارية لها على رأس هضبة العناصر، لكن تمسك الوزيرة بنفس الطاقم في تسيير وإعداد البرامج الأدبية والثقافية التي تحظى برعايتها ودعمها لم يعد يحتاج لأشخاص فاعلين في الحقل الثقافي يغرفون من ريع وزارتها مرة كشعراء وأخرى كناشرين أو مشرفين على جمعيات ثقافية تحظى بدعمها المطلق وتنشط فقط بأموال الوزارة، وإن كان هؤلاء يعانون من عقم في السياسة الثقافية الخاصة بهم والتي لا تعترف إلا بالمحسوبية والعلاقات الخاصة، فعلى الوزيرة أن تحسم أمرها في وضع الثقة في أشخاص يكونون أهلا بتسيير قطاع حساس مثل قطاع الثقافة.