نعرفه يا وزيرة، فلماذا الكتمان؟ في ندوتها الصحفية التي نشطتها، على هامش فعاليات الصالون الدولي للكتاب، كشفت وزيرة الثقافة خليدة تومي، عمّا وصفته بإصلاحات في سوق الكتاب الجزائري، بما في ذلك دعم نشر 1400 عنوان جديد في سنة 2011. وعند تطرّقها إلى موضوع المركز الوطني للكتاب "سي أن أل"، قالت الوزيرة إنها لن تكشف عن اسم المدير المعين وسعيد الحظ الذي سيجلس على كرسي المركز الوفير إلا بعد نهاية فعاليات "سيلا 15".. المفارقة هنا في أن اسم المدير المنصّب بمرسوم رئاسي، معروف لدى العام والخاص قبل بداية فعاليات سيلا، وهو حسان بن ضيف، فلماذا تحاول الوزيرة أن تصبغ الأمر بصبغة المفاجأة !!؟ اتحاد يحبّس الراس !! أليس من المضحك والمبكي في الوقت ذاته أن تحتضن الجزائر حدثا ثقافيا مهما مثل صالون دولي للكتاب، وتستضيف فيه أسماء أدبية من خارج وداخل الوطن، لتنشيط ندوات فكرية وأدبية وأمسيات شعرية وجلسات بيع بالإهداء، ويغيب عن هذه المواعيد والنشاطات كلها، أيّ ذِكر أو تمثيل أو حتى رائحة شيء اسمه "اتحاد الكتّاب الجزائريين" !! أمرٌ يحبّس الراس.. سؤال، ربما ساذج سؤال بسيط وقد يكون ساذجا أيضا، مفاده أن الكلّ يعلم بأن جناح المملكة السعودية بالصالون الدولي للكتاب، شهد إقبالا كبيرا، بل هستيريا، على كتب الدين التي صارت في الأيام الأخيرة لسيلا توزع مجانا في ذلك الجناح، على كلّ من تمتد يده إليها.. والكل يعلم أنّ الكتب التي جاءت من الحجاز تحمل في طيّات كثير من سطورها، روح الفكر الوهابي.. كيف تقرأ الدولة والمثقف ورجل الدين في الجزائر هذه الظاهرة المتجدّدة، التي فعلت فعلتها قبل عشرين سنة؟